الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 13 أكتوبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
معمودية المسيح
وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ ( يوحنا 1: 32 )
هذه الآية تُشير إلى معمودية المسيح، عندما شهد الآب عن مسرَّته بالابن واستقر الروح القدس عليه في هيئة حمامة. ولعل في ذلك إعلان لطبيعة شخصية هذا الشخص. فالحمامة طائر الحب والألم، ومن ثم فهي رمز لائق للمسيح. فالحب قاده إلى الألم. والألم أظهر أعماق الحب التي لا تُسبَر. وهكذا تشهد هذه الحمامة السَّماوية عن المسيح. عندما نزل الروح القدس على التلاميذ في يوم الخمسين نقرأ: «ظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحدٍ منهم». ”النار“ بطبيعتها تُشير إلى الدينونة الإلهية. إذًا فقد كان يشوب التلاميذ زغل يحتاج إلى الدينونة، فالطبيعة العتيقة الشريرة ما زالت فيهم، ولكن لا أثر لشيء من ذلك في قدوس الله: فلا حاجة للدينونة، من ثم نزل الروح القدس عليه مثل حمامة!

ولاحظ كلمة «مُستقرًّا». فهذه من الكلمات التي يتميَّز بها إنجيل يوحنا. فالأناجيل الثلاثة الأخرى تذكر مسحة الرب يسوع بالروح القدس. ولكن يوحنا ينفرد بذكر استقراره عليه، فلم يكن الروح القدس يحل على المسيح ثم يفارقه – الأمر الذي حدث مع أنبياء العهد القديم – ولكنه استقر عليه. وهذا المصطلح مَعني بالجانب الإلهي من الموضوع، ويُحدثنا عن الشركة. وتُذكَر ذات الكلمة في يوحنا 14: 10 «أ لست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ؟ الكلام الذي أُكلِّمكم به لستُ أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال (المُستقر –  Abiding) فيَّ هو يعمل الأعمال». ثم في يوحنا 15 حيث يتكلَّم الرب يسوع عن متطلبات الإثمار الروحي؛ الشركة معه، يقول «أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت ((Abidethِِِ فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمرٍ كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» ( يو 15: 5 ).

وجدير بالملاحظة أن سابق المسيح شهد شهادة سباعية عن أفضلية المسيح: (1) سبْق وجوده «كان قبلي» (ع15). (2) ربوبيته «قوِّموا طريق الرب» (ع23). (3) تفوقه «لستُ بمُستحق أن أحلَّ سيور حذائهِ» (ع27). (4) ذبيحته «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم!» (ع29). (5) كمالاته الأدبية «إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليهِ» (ع32). (6) حقه كالله «فهذا هو الذي يُعمِّد بالروح القدس» (ع33). (7) ثم شهد عنه باعتباره ابن الله «إني قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله» (ع34).

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net