إن الحياة الجسدية مهما طالت لن تزيد على بعض عشرات السنين ثم تمضي وكأنها لم تكن، بل تمضي مملوءة بالآلام والأنين إذ «أفخرها تعب وبلية» ( مز 90: 10 )، ولكن النفس الخالدة لا تفنى إذ هي نفخة من الله الحي ( تك 2: 7 )، فإما أن تبقى في أبدية سعيدة لا نهاية لها، وإما أن تبقى في عذاب أبدي لا انقضاء له «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسِرَ نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟» ( مت 16: 26 ).
إنني أجد نفسي - إزاء الخطورة الكبرى المُحدِقة بحياتك – أصرخ إليك قائلاً: «اهرب لحياتك». نعم اهرب من «الغضب الآتي» ( 1تس 1: 10 ). اهرب سريعًا «لأن غضب الله مُعلَن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» ( رو 1: 18 ).
يا له من غضب شديد! إنه غضب الله. إذا كان غضب الملوك شديدًا ومُخيفًا، فكم يكون غضب الله! وإذا كان بطش الأسود مُرعبًا، فكم يكون الرعب من خالقها! وإذا كان الخوف من الشيطان عظيمًا، فكم يكون الخوف من ديَّانه! ولقد أورَد الكتاب المقدس جملة أسماء لنتيجة غضب الله وليس من بينها اسم يُطمئن. فيا لها من نتيجة سيئة! إنها تُسمَّى أحيانًا:
وهذا ما أمكن أن يصل إليه التعبير لأن اللغة – وهي محدودة – تضيق عن وصف أعمال الله غير المحدودة. وكما أن رحمته لا تُحَد، فكذلك غضبه لا يُحَد. هذا ما يدعوني – أيها العزيز – أن أخاف عليك أو بالأحرى على نفسك الخالدة، ويحملني على أن أرجوك رجاءً قلبيًا حارًا أن تُشفق على حياتك، وترحم نفسك، وتركض إلى شخص المسيح لكي تخلُص.