الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 20 أكتوبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليسَ مثل اللـه
ليْسَ مِثْل اللهِ يَا يَشُورُونُ. يَرْكَبُ السَّمَاءَ فِي مَعُونَتِكَ، وَالغَمَامَ فِي عَظَمَتِهِ ( تثنية 33: 26 )
تُرى ماذا كانت كلمات موسى الأخيرة؟ إنه لم يتكلم عن حياته في قصر فرعون، ولا عن مواجهاته الجريئة مع فرعون نفسه، ولم يتكلم عن قيادته الماهرة لشعب عنيد لمدة أربعين سنة في صحراء مخيفة فيها الجوع والعطش والأعداء والحيّات المُحرقة، بل افتتح كلماته الأخيرة المدوَّنة لنا في تثنية 26:33-29 بهذا الإعلان الصريح: «ليسَ مثل الله». نعم، ليس مِثل الله. وكل مؤمن حقيقي عاش حياة الشركة مع الله لا بد أن يقول مع موسى «ليسَ مثل الله».

«ليسَ مثل الله» في جلاله وعظمته؛ «عظيمٌ هو الرب وحميدٌ جدًا، وليس لعظمته استقصاء» ( مز 145: 3 ).

«ليسَ مثل الله» في حكمته ومعرفته؛ «يا لعُمق غِنى الله وحكمته وعِلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطُرقَهُ عن الاستقصاء!» ( رو 11: 33 ).

«ليسَ مثل الله» في قدرته، فهو القادر على كل شيء؛ «لأنه قال فكان، هو أمرَ فصار» ( مز 33: 9 ).

«ليسَ مثل الله» في صلاحه ورحمته؛ «لأن الرب صالحٌ، إلى الأبد رحمته، وإلى دور فدور أمانته» ( مز 100: 5 ).

«ليسَ مثل الله» في محبته؛ لقد كنا نستحق الهلاك «الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ). «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذلَ ابنهُ الوحيد، لكي لا يهلك كلُّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ).

«ليس مثل الله يا يَشُورُون». ”يَشورون“ اسم إعزاز لشعب الرب قديمًا. وإذا راجعنا المناسبات التي ذُكر فيها اسم يشورون، نتعلم حقيقتين: من الناحية الواحدة، إنه شعب متمرد «فسمِنَ يشُورون ورفَسَ ... فرفَضَ الإله الذي عَمِلهُ، وغبيَ عن صخرة خلاصهِ» ( تث 32: 15 ). ولكن من الناحية الأخرى نرى أمانة الله وسبب إحسانه ليشورون، إذ يقول الرب: «لا تخف ... يا يشورون الذي اخترته» ( إش 44: 2 )، فكم بالأولى نقول نحن «ليسَ مثل الله» الذي اختارنا في المسيح قبل تأسيس العالم ( أف 1: 4 ).

عزيزي: هل أدركت محبة هذا الإله العظيم الذي أرسل ابنه الوحيد إلى هذا العالم ليُخلِّصك، ليس لأي سبب سوى أنه أحبك؟ ألا يجدر بكلٍ منا أن يقول من القلب: «ليسَ مثل الله»؟ متى امتلأت قلوبنا بمحبته، فإن هذه المحبة ستطرد كل فكر باطل، وكل شهوة رديئة. فنمتلئ بالفرح والهتاف لإلهنا.

أنيس بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net