الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 4 أكتوبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الدم الكريم
افْتُدِيتُمْ ... بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ ( 1بطرس 1: 18 ، 19)
إن قيمة دم المسيح الكريم قد وفَّت كل حقوق الله، وسدَّدت جميع مطاليب الناموس وجميع حاجات الإنسان، وقد وضعت أساسًا، بل صارت هي نفسها الأساس، لإظهار مجد الله بكماله ومنحْ شعبه كل البركات إلى الأبد. وقيمة ذلك الدم لها تأثير ظاهر في أعلى السماوات بشكل مجيد لا نستطيع أن ندركه الآن تمام الإدراك، ولكن لا بد في الوقت المُعيَّن أن تظهر قوته في العالم أجمع. فجمال كل زهرة ونضارة كل عُشب، ودلال كل خروف صغير، ووداعة كل أسد شديد، وحلاوة السلام والابتهاج اللذين سيشملان المسكونة في مُلك الألف سنة، كل هذه ستُعلِن على السواء قوة الفداء التي في دم المسيح. ومن الجهة الأخرى العواقب المُريعة والأهوال العظيمة والعذابات الأبدية الأليمة التي سيُقاسيها الأشرار الذين احتقروا ذلك الدم الثمين؛ كل هذه ستُعلن أيضًا قوته العظيمة.

وقد فتح ذلك الدم الثمين أبواب السماء أمام المؤمن الواثق في قيمته، وأغلق إلى الأبد أبواب الجحيم المُرعبة، أطفأ عنه لهيب بحيرة النار المستعرّة وفتح أمامه ينابيع محبة الله الكاملة، انتشله من النار، وطهَّره من كل دَنس، وألبسه ثياب البر البهية التي تليق بوجوده في حضرة الله. فلم ينتفع أحد من دم المسيح بمقدار ما انتفع الخاطئ الهالك البائس، ولا يستطيع أحد من كل المخلوقات العلوية أن يعرف قيمة ذلك الدم أو يتمتع بقلب صاحبه، مثل الخاطئ المفدي المُخلَّص.

وألا توجد عذوبة خاصة ولذة ممتازة لقلوبنا في معرفة رجوعنا من الضلال في الكورة البعيدة إلى بيت الآب، بل إلى قلبه وإلى بركة محضره؟ إني أتصوَّر الابن الضال منهزمًا أمام قوة تلك المحبة بكيفية لا تجعله يفكر أو ينظر إلى سواها. ولو رأينا عينيه تنظران إلى الحُلة الأولى، وقلبه ينشغل بالخاتم أو الوليمة، أما كنا نعتبره غير مستحق لشيء؟ نعم، وما هي اللآلئ مهما كان بريقها، والحُلل مهما كان حُسنها، والأكاليل مهما كان بهاؤها، والولائم مهما كان عظمتها، بالمقابلة مع عواطف القلب العميقة غير المتغيرة؛ نعم، عواطف قلب الآب الرؤوف! إن هذه العواطف هي سماؤنا وخُلاصة بركاتنا مع الرب يسوع وفي حضرة الآب حيث السعادة الكاملة.

قد سُفِكَ الدمُ الزكي مِن حَمَلِ اللهِ الكريمْ
والآن أبانا السخي تُعطي بجودٍ مُستديمْ

سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net