الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 أكتوبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأغاني في الليل
في ذلِكَ الوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ .. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ المَسَرَّةُ أمَامَكَ ( متى 11: 25 ، 26)
أي وقت هذا الذي رفع فيه المسيح هذه الصلاة إلى أبيه؟ إنه الوقت الذي شك فيه أقرب الناس إليه: يوحنا المعمدان رسول الملك ومُهيئ الطريق أمامه، أرسل تحت ضغط السجن والألم ليسأل: «هل أنت هو الآتي، أم ننتظر آخر؟».

وهو الوقت الذي تعجَّب فيه من ذلك الجيل الجاحد وغير المُحتَمل، الذي لا يرضى ولا يقنع، فيقول هذا الجيل عن يوحنا أن به شيطان، وعن ابن الإنسان أنه «إنسان أكول وشريِّب خمر، مُحب للعشارين والخطاة».

وهذا الوقت الذي ابتدأ منه يوبخ المدن التي صُنعت فيها أكثر قواته لأنها لم تَتُب، وبَدَا كما لو كانت خدمته وجهاده قد باءا بالفشل.

في وقت الألم هذا، وفي مواجهة الفشل والضيق، أجاب يسوع وقال: «أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض». بل إننا في إنجيل لوقا نقرأ «تهلل يسوع بالروح وقال: أحمدك أيها الآب ...» ( لو 10: 21 ). لقد اتخذ المسيح من الإحباط والضيق فرصة ليقدِّم الشكر والسجود للآب رب السماء والأرض، ولماذا؟ «لأن هكذا صارت المسرَّة أمامك». فما دامت هذه مشيئتك فأنا راضٍ وشاكر.

لقد رُفض من الأرض، لكن الآب هو رب السماء والأرض، ورغم الفشل الظاهري والرفض، فإن الآب قد دفع إليه كل سلطان في السماء وعلى الأرض. وقد كان الرفض، وقد كان الصليب هو طريق الله لتنفيذ مخططه الكامل.

أحبائي .. من السهل علينا أن نحمد ونهلل حينما يصادفنا النجاح وتلاقينا الظروف المُريحة والمواتية. ولكن هل نتخذ من الألم والضيق فرصة لكي نشكر ونسجد؟ هكذا كان المسيح، وهكذا يمكن أن نفعل نحن إذا كنا قريبين منه جدًا، مستريحين في إرادته ومحبته، عالمين أن الضيق إنْ هو إلا جزء من خطة الله في حياتنا، وأن به نختبر إرادته الصالحة المرضية الكاملة «ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله» ( رو 8: 28 ).

لقد قال المسيح بعد هذا: «احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني ... فتجدوا راحةً لنفوسكم» ( مت 11: 29 ) فما هو هذا النير؟ إنه نير الخضوع لمشيئة الله والتسليم لإرادته «لتكن لا إرادتي بل إرادتك» عندئذٍ نجد الراحة الحقيقية لنفوسنا.

متى ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net