الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 أكتوبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فماذا لَكَ؟!
فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ! ( يوحنا 21: 22 )
«هَلُمَّ ورائي فأجعلكما صيَّادي الناس»؛ سمعها بطرس وأخيه أندراوس، في بداية الطريق مع السيد، فكان ردّ فعلهما «فللوقت تَرَكا الشِباك وتَبعاه» ( مت 4: 20 ).

وفي منتصف الطريق، ولتعديلٍ هام لطريقة تفكير بطرس قال الرب على مَسمعه: «إن أرادَ أحد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» ( مت 16: 24 )، فتعلَّم درسًا هامًا عن طبيعة هذه التبعية.

وعندما قال بطرس للرب «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك». فأجاب يسوع وقال: «الحق أقولُ لكم: ليس أحدٌ ترَكَ .. لأجلي ولأجل الإنجيل، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان.. وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية» ( مر 10: 28 -30)؛ فعرف بطرس مكافأة هذه التبعية.

وهكذا ترسَّخ في ذهن بطرس كون المسيحية هي حياة تبعية للمسيح، فنسمعه قبيل نهاية حياته على الأرض يقول للمؤمنين عن «المسيح .. تاركًا لنا مِثالاً لكي تتبعوا خطواته» ( 1بط 2: 21 ).

نعود إلى مشهد لقائه مع الرب على بحر طبرية، فنرى هناك الكثير من المفاهيم وقد تم تصحيحها لبطرس، وبقيَ هناك أمران هما من أخطر عوائق تبعية المسيح. الأول: ثقته بنفسه، وقد عالجها الرب بتكرار سؤاله «أتحبني؟»، لينتزع تدريجيًا ارتكان بطرس على نفسه. وإذ أتم الرب علاج هذه النقطة، أخبر بطرس عن خطته لحياته «... وأنت متى شخت...» ثم قال له: «اتبعني».

وهنا ظهرت المشكلة الأخرى في قول بطرس «يا ربُّ، وهذا ما له؟» مُشيرًا إلى يوحنا. وإذا نظرنا للآخرين، سنفشل حتمًا في تبعيتنا للرب؛ سواء وقع نظرنا على نقاط ضعفهم، فابتدأنا نشعر أننا معذورن في عدم إكمال الطريق خلف الرب وشعرنا بالإحباط، أو قضينا العمر في نقدهم؛ أو حتى إذا نظرنا إلى ميزاتهم، فقمنا بمقارنة أنفسنا بهم، وانصرفنا للاهتمام بصراعات لا مكان لها في حياة تابع المسيح الحقيقي، وبذلك نفسح للجسد مكانًا ليتحرك كما شاء.

هنا كان رد الرب القاطع «إن كنت أشاءُ أنه يبقى حتى أجيءَ، فماذا لك؟ اتبعني أنت!». ولعل هذا الرَّد لنا نحن أيضًا، لنكف عن النظر لأنفسنا أو لغيرنا، ونستمر «ناظرين إلى... يسوع» ( عب 12: 2 )، ليكون هو ملء السمع والبصر، القدوة والمثال، المُعلِّم والمنهاج، الطريق والهدف، الكل في الكل. عندئذ يمكننا أن نتبعه كما يريد.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net