الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تمنع التأديب عن الولد
مَنْ يَمْنَعُ عَصَاهُ يَمْقُتُ ابْنَهُ، وَمَنْ أَحَبَّهُ يَطْلُبُ لَهُ التَّأْدِيبَ ( أمثال 13: 24 )
كان عصيان وخطايا أولاد داود نتيجة لفشل داود كأب! ويا للنتائج المُخجلة التي أدَّى إليها تساهل داود مع أولاده! وفي العبارة المختصرة التي يُعلّق بها الكتاب على فشل داود في تأديب ابنه أدونيا، درسًا لجميع الآباء؛ ففي 1ملوك1: 6 وردَت هذه العبارة «ولم يُغضِبهُ أبوهُ قط قائلاً: لماذا فعلت هكذا؟». وهذا معناه أن داود لم يوبخ أدونيا بكلمة واحدة طوال حياته. والأرجح أن ما ورَد في هذه العبارة يصح بالنسبة إلى جميع بنيه أيضًا. فلا عَجب إن حصد داود الثمر المُرّ إذ أصبح أولاده عصا تأديب له، تتميمًا لقول الرب له بواسطة ناثان: «هأنذا أُقيم عليكَ الشر من بيتك» ( 2صم 12: 11 ).

لقد كانت محبة داود ومُراعاته لخواطر أولاده فشلاً فظيعًا من جانبه، لأنه لو كان قد أغضب ابنه لأجل مصلحته وخيره، لظهرت في هذا محبة من نحو ابنه أعمق بكثير مما ظهر في عطفه عليه وتدليله وترْكه لهواه.

إن التساهل في التأديب أو إهماله بالمرة من جانب الآباء لا بد أن يُولِّد العصيان في الأولاد. ومن المؤكد أن يُغضِب الابن أباه إن كان الوالد لم يُغضِب ولده قط. وإن لم يحكم الوالدان أبناءهم فهؤلاء – مع مضي الزمن – سيحكمون والديهم، لأنه لا بد من حاكم ومحكوم.

وإنها لحقيقة معروفة أن الوالدين اللذين ليسا فقط عطوفين على أولادهما، بل أيضًا يربيانهم في الطاعة والخضوع للسلطان الأبوي، هما على الدوام المحبوبان والمُبجلان من جانب أولادهما. بينما نجد الآباء المتهاونين في تربية أبنائهم قلما يفوزون منهم باحترام أو مهَابة (اقرأ من فضلك أم13: 24؛ 19: 18؛ 21: 11؛ 22: 15؛ 23: 13؛ 29: 15، 17).

وفي أيامنا الحاضرة ربما كانت للأبناء حرية أوسع مدى، ولكن هذا ينبغي أن لا يُقلل من سلطان الأب في الدائرة العائلية. فإن التساهل في الحزم عند اللزوم قد يجرّ إلى أوخَم العواقب. ولنتذكَّر عالي وبنيه ( 1صم 2: 11 -17؛ 3: 11-11؛ 4: 11-22).

إن كثير من المشاكل كان ممكنًا أن تُتقى لو أن داود كان أكثر حزمًا في تربية أولاده. وقد ظهر شر أولاد داود وتمردهم بصورة علَنية بعد خطية داود، فما عادَت له القبضة القوية لكبح جماح تمردهم وعصيانهم. ويا له من إنذار شديد اللهجة يُخاطب قلوب الآباء للسلوك في طريق البر والقداسة! ( تك 18: 19 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net