الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخدمة العظيمة
إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخدِمُنِي فَلْيَتْبعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي، وَإنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكرِمُهُ الآبُ ( يوحنا 12: 26 )
الخادم الحقيقي هو مَن ينفذ إرادة سيده ويعمل مسرَّته. فقد يعمل الخادم كثيرًا ولكن لم يفعل مسرَّة سيده فخدمته ناقصة، وعمل على كثرته ليس هو الخدمة الحقيقية. ونحن لا نعرف مسرَّة سيدنا ومشيئته إلا بقُربنا منه ومُلازمتنا له.

عندما كان داود مسيح الرب في الحصن، كان ”الأبطال الثلاثة“ معه. وهذه أول فضيلة «حيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي» ( يو 12: 26 ). وقد كان أبطال داود قريبين إليه بدرجة مكَّنَتهم من معرفة أشواقه ورغائبه، وكانوا مكرَّسين له بدرجة جعلتهم يخاطرون بحياتهم وليس أمامهم غرض إلا عمل مسرّته. لقد «تأوه داود وقال: مَن يسقيني ماء من بئر بيت لحم التي عند الباب. فشق الأبطال الثلاثة محلة الفلسطينيين واستقوا ماء من بئر بيت لحم» ( 2صم 23: 15 ، 16). وإذ أتموا خدمة المحبة والتكريس رجعوا حاملين ثمار هذه الخدمة التي وإن كانت تبدو عديمة الأهمية والفائدة في نظر الكثيرين، لكن داود قدَّرها حق قدرها، ولم يشأ أن يشرب من الماء بل سكبه للرب «وقال: حاشا لي يا رب أن أفعل ذلك. هذا دم الرجال الذين خاطروا بأنفسهم» (ع17).

وفي العهد الجديد نجد مثالاً آخر لخدمة نتجت عن قُرب شديد من المخدوم، وكانت أيضًا صادرة من قلب مُكرَّس، وكانت تلوح وكأنها عديمة القيمة في نظر الغير، لكنها كانت كريمة في نظر مَن قُدِّمت إليه. إنها مريم التي كسرت قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن وسكبتها على جسد المسيح. لقد كانت خدمة مريم نتيجة قُربها من الرب، فقد «جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه» (لو10)، ففهمت فكر الرب وعرفت أنه عتيد أن يترك العالم، وأنه ليس لديها وقت آخر لتُكرمه. فهان عليها أن تُنفق عليه كل شيء بغض النظر عن فهم الآخرين لخدمتها هذه أو عدم فهمهم لها.

ويا لها من كرامة عظيمة قد نالتها حين دافع عنها السيد وقال: «اتركوها .. قد عملت بي عملاً حسنًا» ( مر 14: 6 ) وأيضًا «الحق أقول لكم، حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يُخبَر أيضًا بما فعلته هذه تذكارًا لها» (ع9).

إن الخدمة العظيمة ليست هي التي لها المظاهر العظيمة هنا، لكن الخدمة العظيمة هي أن نجد سرورنا في إرضاء سيدنا وفعل مشيئته، وباب هذه الخدمة مفتوح أمام كل واحد: الصغير والضعيف كالقوي وصاحب المواهب.

متى ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net