الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مدرسة الألم، وماذا تُنتج
كَسُنُونةٍ مُزَقْزِقةٍ هَكَذَا أَصِيحُ .. قَدْ ضَعُفَتْ عَيْنَايَ .. يَا رَبُّ، قَدْ تَضَايَقْتُ. كُنْ لِي ضَامِنًا ( إشعياء 38: 14 )
هذه بعض من كلمات حزقيا الملك بمناسبة شفائه من مرضه، فلقد تعرَّض حزقيا لمِحنة شديدة، عندما جاء إليه إشعياء النبي قائلاً له: «هكذا يقول الرب: أوصِ بيتك لأنك تموت ولا تعيش» ( إش 38: 1 ). وكم كانت هذه الكلمات قاسية على نفس حزقيا، فها قد انتهت حياته وتلاشت أيامه، وعليه الآن أن يواجه الموت برعبه ورهبته. إلا أن حزقيا تضرع إلى الله بالصلاة والدموع كي يُطيل أيامه، وهكذا استمع الرب له واستجاب التماسه.

غير أنه بعد أن نال حزقيا بُغيته وهدأت نفسه، نجده يُسجِّل لنا اختباره هذا في أنشودة رائعة شجية عميقة، وما كنا نتوقع أن يخرج مثل هذا اللحن الرخيم من الملك حزقيا، في مثل هذه الظروف، بل إننا قد لا نقرأ في كل حياته كلمات رائعة راقية كالتي نسمعها منه هنا. إن هذه الكلمات الحكيمة والعميقة تخرج لا من شفتيه فحسب، بل من أعماق أعماق قلبه، مُعبِّرة عن اختبار حقيقي واقعي عاش فيه واختبره. إننا نجد تطلعًا جديًا إلى الله، وشوقًا وحنينًا متزايدًا إليه وحده! ومن هنا نستطيع أن نقول إن مدرسة الألم تُخرج لنا أُناسًا أكثر ارتباطًا والتصاقًا بالرب!

صحيح كان حزقيا في ضيق، وصحيح صلَّى بشدة من أجل هذا الضيق، وصحيح أيضًا أن الرب استمع له، لكن لا يمكننا أن نتغافل ما آل إليه حزقيا بعد هذا الاختبار. إننا نرى عيناه تشخصان إلى العلاء لا تبغي رؤية أحدٌ سواه، ونستمع إلى أُمنيته الرائعة، وهو يخاطب الرب قائلاً: «كُن لي ضامنًا».

إنني أستطيع أن أقول ببساطة: إن الضيق الذي أصاب حزقيا أنشأ فيه نضوجًا روحيًا، فإن كنا في البداية نراه مشغولاً بحاجته، مُصليًا لأجل نفسه، إلاَّ أنَّنا بعد ذلك نراه يتحوَّل نحو هذا الإله المجيد، واجدًا فيه كل مُبتغاه وكل أمانيه.

حقًا ما أروع هذا الهدير، وما أسماه وأرقاه. ليتنا جميعًا تتوافق أنغام قلوبنا مع أنَّات شفاهنا في لحن واحد فريد، يشق السماء، مُعبِّرًا عن لهفة قلوبنا وشوق نفوسنا إليه وحده تبارك اسمه.

يسوعُ أنت ربي عزيزيَ الأمينْ
لا أرهبُ البلايا وأنت لي مُعينْ
تُرى لماذا أعيا في سَفري هنا
مهما يكن طريقي يُفضِ إلى السما

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net