الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 2 ديسمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السير الحَسَن
ما أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ ( نشيد 7: 1 )
يرسم الروح القدس أمامنا في نشيد 7: 1-9 صورة دقيقة ومُفصَّلة لعروس الملك، ويُعطيها لقب «بنت الكريم» أو ”بنت الأمير“. وهذا يوافق ما جاء في مزمور 45: 13 حيث نقرأ «كُلها مجد ابنة الملك في خِدرها».

وإذ نقارن هذه الأعداد بالأوصاف التي وصفت بها العروس عريسها في نشيد 5: 10-16 نجد أن العروس تَصِف عريسها مُبتدئة من الرأس حتى تصل إلى القدمين، بينما توصَف العروس هنا من القدمين حتى إلى الرأس، ولعل العروس كان منظورًا إليها ـ قبل كل شيء ـ من الناحية الأرضية، أو أن الإعجاب بسلوكها وبخطواتها العملية كان أفضل من أي شيء آخر.

يبدأ الكلام هنا بوصف قدمي العروس «ما أجمل رجليكِ بالنعلين يا بنت الكريم». فخطوات العروس تتميز بالاتزان والعظمة الروحية والوقار، كما بالسير في طريق السلام «حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام» ( أف 6: 15 ). وكنيسة الله مدعوَّة لأن تسلك وتسير في هناءة السلام الإلهي «لأن الله ليس إله تشويش بل إله سلام. كما في جميع كنائس القديسين» ( 1كو 14: 33 ) «مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام» ( أف 4: 3 ).

ثم «دوائر فخذيكِ (أي مفاصل فخذيكِ (The Joints of thy thighs مثل الحَليِّ صنعة يدي صنَّاع». والمفاصل هي التي تُعطي الرِجلِين القدرة على السير في الطريق بكل حرية وباتزان. إنها «مثل الحَليِّ»، ولا يتسنى لنا ذلك إلا بإخضاع الجسد، وكل ما هو من الطبيعة والذات. فالإنسان الذي صارع يعقوب لم يتركه حتى ضَرَبَ حُقَّ فخذِهِ «فانخلع حُق فخذِ يعقوب في مُصارعته معه» ( تك 32: 25 ). فالنشاط الجسدي وقوى الطبيعة؛ أي الذات يجب أن تتعطل حتى يتسنى للنعمة أن تُنشئ فينا القوة الروحية للسير بحسب إرادة الله. لقد أُعطيَ بولس شوكة في الجسد، ولكنه تعلَّم أخيرًا أن الأفضل هو أن تكون له الشوكة ونعمة المسيح من أن يكون بدونها. لقد تعلَّم أن القوة قد تكمَّلت في ضعفه، ومتى كانت خطواتنا مرتبة ومزيَّنة بنعمة المسيح وبقوة روحه القدوس فإنها تكون في عينيه «مثلُ الحَليِّ صنعة يدي صنَّاع». حقا ما أحوجنا إلى الاتصال المستمر بِذَاكَ «الذي هو الرأس: المسيح، الذي منهُ كل الجسد مُركبًا معًا، ومُقترنًا بمؤازرة كل مَفصل، حسب عمل، على قياس كل جزء، يحصِّل نمو الجسد لبُنيانه في المحبة» ( أف 4: 15 ، 16).

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net