الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 فبراير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خروف الفصح
وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ .. ( خروج 12: 6 )
إن مَن كان يعمل الفصح مِن الشعب القديم، ويحتمي في الدم يُشبه مؤمن العهد الجديد الذي يعترف أنه في ذاته لا يستحق شيئًا، ويلجأ إلى دم المسيح ويحتمي به، فتعبر عنه الدينونة إلى الأبد، ولا يحتاج إلى ذبيحة أخرى. ولكن كما كان الشعب القديم يَعْمَل ذكرى عبور الدينونة عنه بموت خروف الفصح، هكذا المؤمن الآن يمارس ذكرى موت الرب الذي قال: «اصنعوا هذا لذكري».

وكان ذبح خروف الفصح بداية سير الشعب مع الله في البرية، وهكذا الإيمان بالمسيح - فادينا ومُخلِّصنا – هو بداية السير مع الله الذي فيه يتمتع المؤمن بالسلام وبالاختبارات الثمينة، وينمو في المعرفة. وهذه هي البداية «هذا الشهر يكونُ لكم رأس الشهور» ( خر 12: 2 )، أما السنين السابقة للإيمان فقد أكلها الجراد. وعلى المؤمن أن يعرف تمامًا أنه على أساس النعمة – والنعمة وحدها – خَلُص، أما تاريخه قبل الإيمان فقد حُذف تمامًا؛ ذلك التاريخ المملوء بالشرور والآثام. ويقول الرب: «لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد» ( إر 31: 34 ).

ولكن السنة لا تبدأ بالفصح بل قبله بأربعة عشر يومًا (2 × 7)؛ رقم اثنين يُشير إلى الشهادة، ورقم سبعة يشير إلى الكمال، فيكون رقم 14 يُشير إلى كمال الشهادة عن ربنا يسوع المسيح. العشرة الأيام الأولى تُشير إلى مسؤوليتة الإنسانية؛ إلى الفترة من حياته قبل بدء خدمته الجهارية، والتي لم يُذكّر عنها في الأناجيل سوى القليل، ولكن الآب شهد عن كمال حياته في هذه الفترة قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت». وشهد الروح القدس عن كماله بنزوله عليه في المعمودية في هيئة حمامة. أما الأربعة أيام فتُشير إلى خدمته الجهارية ثلاث سنين وبضعة أشهر، لأن الجزء من السنة في التقويم اليهودي يُعتبر سنة كاملة. هذه المدة تشهد عنها الأناجيل الأربعة. ولقد تبرهن فيها أنه المسيا – خادم يهوه الكامل – ابن الله. كما أننا نرى شهادة الناس عنه، إذ يقول بيلاطس إنه ”بار“، ويقول قائِد المئة: «حقًا كان هذا ابن الله!»

ويُدقق الروح القدس في الرمز لكي يُرينا المرموز إليه وقيمته غير المحدودة، فيقول: «إن كان البيت صغيرًا عن أن يكون كُفوًا لشاة» ( خر 12: 4 )، ولا يقول: ”إن كانت الشاة غير كُفوًا لبيت“، حاشا، فإن سيدنا، حَمَل الله، فيه كل الكفاية.

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net