الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 فبراير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سيمون والخصي الحبشي
مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. ( مرقس 16: 16 )
في الأصحاح الثامن من سفر الأعمال، عمَّد فيلبس المُبشّر رجلين: أولهما سِيمُون الساحر، والآخر هو الخصي الحبشي. وإن قيل عن سِيمُون إنه آمن واعتمدَ وكان يُلازِم فِيلُبُّس، لكن إيمانه كان مزيفًا غير حقيقي، عِلَّته أنه «رأى آيات وقوات عظيمة تُجرَى» (ع13). لم يكن لكلمة الإنجيل الذي يُبشَّر به فيلبس تأثيرًا عليه، بينما الذين آمنوا بالحق قيل عنهم: «وكان الجموع يصغون بنفسٍ واحدة إلى ما يقوله فيلبس عند استماعهم ونظرهم الآيات التي صنعها» (ع6)، وأيضًا «ولكن لمَّا صدَّقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح، اعتمدوا رجالاً ونساءً» (ع12).

إذن فلم يكن إيمان سيمون مؤسس على محبة الله وتصديق الإعلان عن شخص المسيح في كلمة حق الإنجيل، وأن الخلاص مُقدَّم بالنعمة للخطاة، ولذا لم تُفِده المعمودية شيئًا، وسريعًا ما انكشف أمره عندما أراد أن يقتني بدراهمه السلطان، وهو أصلاً لم يحصل على الغفران، وكان مصيره الهلاك، إذ لم يكن قلبه مستقيمًا أمام الله، ولم يختبر أفراح الروح القدس، بل كان «في مرارة المُرّ ورباط الظلم». وحتى عندما وجهه بطرس للتوبة وطلب الغفران، أجاب «اطلُبا أنتما إلى الرب من أجلي». يا له من رائد في طلب الشفاعة البشرية! وها هو ”أليفاز التيماني“ يرد عليه: «اُدعُ الآن. فهل لك من مُجيب! وإلى أي القديسين تلتفت؟» ( أي 5: 2 ).

أما الخصي الحبشي فقد تأسس إيمانه الحقيقي على كلمة الله التي بين يديه (إش53). وإذ سأل المُبشّر: «عن مَن يقول النبي هذا؟ عن نفسهِ أم عن واحد آخر؟ ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشَّره بيسوع». ولما آمن بقلبه طلب المعمودية بفمه. ولعل فِيلُبُّس تذكَّر سيمون بإيمانه المزيف، لكن الخصي أقرّ بإيمانه بيسوع ابن الله، فَعَمَّدَهُ فِيلُبُّسُ. وهنا نذكر قول الرسول بولس: «لأن القلب يؤمن به للبر، والفم يعترف به للخلاص ... إذًا الإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله» ( رو 10: 10 ، 17).

عزيزي القارئ: امتحن نفسك: هل أنت في الإيمان؟ وأي نوعية من الإيمان؟ هل هو إيمان سيمون أم إيمان الخصي؟ واعلم أن أي ممارسة أو اعتقاد دون الإيمان القلبي هو خداع، لأنه «بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه» ( عب 11: 6 ).

وهيب ناشد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net