الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 2 فبراير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الذي لا يسمع
وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ، فَيُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ، فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً ( لوقا 6: 49 )
في مَثَل البنائين الحكماء والبنائين الجهلاء ( لو 6: 46 -49)، يتكلَّم الرب عن فئتين من الناس: الفئة الأولى هي الفئة التي تسمع كلامه وتعمل به، والفئة الثانية هي الفئة التي تسمع كلامه ولا تعمل به. ومن اللافت للنظر أن هناك فئة ثالثة لم يذكرها الرب هنا رغم أنها فئة موجودة وبكثرة، هي فئة الذين لا يسمعون من الأساس، وقد فعل الرب ذات الأمر في لوقا 8 حينما ذكر مَثَل الزارع وتحدث عن أربع فئات من البشر كلهم يسمعون، ولم يذكر على الإطلاق تلك الشريحة التي ربما تكون الأكبر والتي لا تسمع. والسؤال البديهي لماذا لم يذكر الرب في كلامه هذه الشريحة من البشر؟ ربما تكون الأسباب عديدة ومنها:

1- لأن حالتهم أصعب من أن تٌُقال:

فلو كان حال الذي يسمع ولا يعمل يُشبه إنسانًا بنى بيتًا من دون أساس وكان خرابه عظيمًا، فما بالنا بالذي لا يسمع؟ إن حالته بالطبع أصعب بكثير.

2- لم يكن بين الموجودين تلك الفئة:

هذا سبب واضح لعدم ذكر الرب لهم وما يؤكد كلامنا ما جاء في بداية القصة، يقول البشير لوقا واصفًا المشهد: «وجمهورٌ كثيرٌ من الشعب، من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء، الذين جاءوا ليسمعوه» ( لو 6: 17 ) فكل الجمهور الموجود جاء بهدف السمع، إذًا فلا حاجة للحديث عن طائفة غير موجودة. وفي هذا درس رائع لخدام الرب الذين يجب أن تكون حواسهم مُدرَّبة على فهم طبيعة المخدومين، والحديث فيما يفيدهم. لكن الحديث عن نوعيات غير موجودة بين السامعين يكون مضيعة للوقت.

3 – عدم وجود أمل في تلك الفئة:

قال الرب في معرض حديثه يومًا عن تلك الفئة: «إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قامَ واحدٌ من الأموات يصدِّقون» ( لو 16: 31 ). فالرب يعلم جيدًا أنه لا فائدة من الحديث مع أو عن هذه الشريحة، لأنهم لا يسمعون، وبالتالي فلن يصدقوا مهما كانت قوة المتكلم أو قوة الكلمات.

أخي الفاضل ضع الأساس الصحيح لحياتك بسماعك لأقوال الله والعمل بها. واجعل حياتك مبنية على أساس صخري متين هو كلمة الله التي لا تستقيم الحياة بدونها على الإطلاق.

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net