الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 فبراير 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرَّبَّ نفسَهُ بهُتاف
لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، .. وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً ( 1تس 4: 16 )
إن الرب – له كل المجد – الذي تكلَّم مرة بصوت النعمة عندما كان على هذه الأرض، وهو يتكلَّم الآن من السماء بنفس النعمة التي لم تتغيَّر، سوف يأتي قريبًا «بِهُتَافٍ» لن يعرفه إلا خاصته، ولن يسمعه إلا أولئك الذين عرفوا قبلاً صوت الراعي. وفي لحظة في طرفة عين سيغيَّر الكل «وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 16 -18؛ 1كو15: 51-58). يا لها من نغَمة حلوة ستصل إلى مسمَع المؤمن المُتعب الذي سار بأمانة في طريقه المتواضع المُعيَّن له من الرب. ربما يكون قد أسند رأسه على صدر سَيِّده و”رقد“. وربما يكون موجودًا ضمن «الأحياء الباقين»، وعندما يدوي صوت الرب «بِهُتَافٍ»، سيجده في حالة السهر منتظرًا سَيِّده، فيصل صوت الرب إلى أذنيه وإلى آذان كل المؤمنين، أحياء وراقدين، ويقودهم جميعًا إلى بيت أبيه في الأعالي.

إنه سيجمع ذرات تراب قديسيه بقوته الفائقة، ورغم كل شيء لا بد أن تُسلَّم للرب كل غنائمه. وحتى البحر لا بد أن يُسلِّم للرب الذين له، مِن الذين دُفنوا في أعماقه. وكما قام الرب له المجد تاركًا الأكفان في مكانها دون أن تتحرك، هكذا سيأمر بحسب شدة قوته، وبنفس السكون والصمت، أن يقوم «الأموات في المسيح» مِن قبورهم، فيتركوا القبور كما فعل هو «كباكورة الراقدين». أما الأجناد الأحياء الباقون هنا على الأرض، فسيسمعون صوته أيضًا، وحينئذٍ سيلبس هذا المائت عدم موت، وسيُنشد الجميع بهذه الترنيمة المُبهجة إجابة لصوت هتافه القوي «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبَتُكِ يا هاوية؟» ( 1كو 15: 55 ). ومثل أخنوخ قديمًا فإن هؤلاء المؤمنين لن يُوجدوا لأن الله سيكون قد أخذهم.

ما أبهج تلك اللحظات للذين للمسيح عند مجيئه، سواء أَ كانوا أحياء أم راقدين. لقد كانت قيامته له المجد برهانًا على كماله ومجده الشخصي، بينما ستكون قيامة المؤمنين الراقدين برهانًا على كمال عمله فوق الصليب، الذي على أساسه نقف مقبولين أمام الله في المحبوب، ويحق لنا في هذه الحالة أن نُعزي بعضنا بعضًا بهذا الكلام.

ليت هذا الرجاء المبارك يكون حافزًا لنا لخدمة الرب الذي ننتظره؛ الخدمة الأمينة التي هدفها مجده على الدوام، وإذ نعلَم كجنود المسيح «مخافة الرب (أو رعبه)»، ننذر النفوس البعيدة، ونحثها على التعرّف به كالمُخلِّص والفادي.

ف. ج. باترسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net