الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ماذا أَفعل لكي أَخلُص؟
مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟ ( أعمال 16: 30 )
تبارى الكثيرون فى تقديم وجهات نظر مختلفة فى هذا الأمر الخطير. فمثلاً، رأى البعض أن مجرد الذهاب الى أماكن العبادة وممارسة الفرائض والطقوس الدينية كافٍ لمنحهم الخلاص. والبعض يرى أن خلاصه مرتبط بممارسة إحدى مظاهر التقوى كالأصوام مثلاً ( لو 18: 20 )؛ ويا لها من صرامه لإذلال الجسد، ومحاوله ترويضه، بحرمانه من بعض الأطعمة أو الاحتياجات، لعله بذلك يصل الى الخلاص! وآخرون يرون أن الأمانة فى تقديم عشورهم، تجعل الله مديونًا لهذا العطاء، فيُعطيهم فى مقابل هذا العطاء خلاصًا. والبعض الآخر، بالذهاب لزياره الأماكن الدينية التى تحمل لهم الشعور بالقدسية، وبما تبعثه هذه المشاعر فى النفس من الرضا، يظنون أنهم بذلك فى طريق الخلاص. وآخرون يَسعون للتقرب من رجال الدين لنوال البركة والرضى، وكأنهم بوابات السماء، وطريقهم للخلاص.

ويظل السؤال حائرًا: يا تُرى، هل بإحدى هذه الطرق يحصل الإنسان على الخلاص؟ على أن الكتاب المقدس الذى يحمل لنا نورًا كاملاً للحق الإلهى، يؤكِّد أنه ولا واحدة من هذه الطرق، ولا كلها مجتمعة، تُخلِّص الإنسان: أولاً: لأن هذه الأعمال صادرة عن طبيعة بشرية ساقطة، أفسدتها الخطية تمامًا، فلم يَعُد فيها شيءٌ صالح بمقاييس الله. فالجميع فسَدوا، مثل الفاكهة التى أصابها التلَف، فلم تَعُد صالحة أو نافعة. ثانيًا: رغم أن هذه الأعمال لها مظَهر التقوى، إلا أنها لا تصل الى مستوى مطاليب قداسة الله أو تَفي عدالته حقها؛ وبالتالي فهذه الأعمال عاجزة عن التكفير عن الخطايا، وسداد ديون الإنسان أمام عدالة الله. ثالثًا: لأن طريق الأعمال، كوسيلة للحصول على الخلاص، هو فى حقيقته تجاهل تام لعمل المسيح الفدائي والكفاري على الصليب، لأنه عندئذ يكون المسيح قد مات بلا سبب ( غل 2: 21 ).

على أن إجابة الرسول بولس عن هذا السؤال هي: «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلُص» ( أع 16: 31 )، «أما الذي يعمل (أي يسير في طريق الأعمال) فلا تُحسَب له الأجرة على سبيل نعمة، بل على سبيل دين. وأما الذي لا يعمل، ولكن يؤمن بالذي يُبرر الفاجر، فإيمانه يُحسَب له برًا» ( رو 4: 4 ، 5). ولذلك فالإيمان بالرب يسوع المسيح هو الطريق الوحيد لخلاص الإنسان «وليس بأحدٍ غيره الخلاص. لأن ليس اسمٌ آخر تحت السماء، قد أُعطيَ بين الناس، به ينبغي أن نخلُص» ( أع 4: 12 ).

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net