الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 8 مارس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العبد الذي للرجل العماليقي
أَنَا غُلاَمٌ مِصْرِيٌّ عَبْدٌ لِرَجُلٍ عَمَالِيقِيٍّ, وَقَدْ تَرَكَنِي سَيِّدِي لأَنِّي مَرِضْتُ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ( 1صموئيل 30: 13 )
كان هذا الغلام مصريًا، عبدًا لرجل عماليقي، وسَيِّده هذا كان قد تركه لأنه مَرِض. كانت هذه هي المُعاملة التي تلقاها من سيده العماليقي، إنه قد تركه في شدة حاجته إليه لأنه لم يَعُد قادرًا على خدمته. إلا أن ذات آلامه وخرابه وشقائه رتبت له الحصول على عطف داود ومراحمه، وهذا بدوره أنعشه وأحيا روحه في داخله. لقد وجده خائرًا ضعيفًا بتأثير خدمته المُضنية السابقة، وإذ ردّ روحه فيه سأله: «هل تنزل بي إلى هؤلاء الغُزاة؟». وكأن داود يُطالب بحقه في الخدمة والولاء من شخص يَدين له بكل شيء بعد الله. ولكن الغلام رغمًا عن إطعام داود له وإرجاع الحياة إليه، لم يكن ليستطيع أن يخدم داود حتى يتأكد أولاً من شيئين: الحرية والحياة، فنجده يقول: «احلف لي بالله أنَّكَ لا تقتلني (أي اضمن لي الحياة)، ولا تسلِّمني ليد سيدي (أي اضمن لي الحرية)، فأنزل بكَ إلى هؤلاء الغُزاة» (ع15). وهذا شرح وافٍ لتعليم الرسول في الأصحاح السادس من رسالة رومية؛ فإن المؤمن يحتاج إلى معرفة الحرية المُطلقة من سيطرة سَيِّده القديم – الجسد - قبل أن يتقدم بثقة لخدمة المسيح، لأننا قد شعرنا جميعًا بمرارة خدمة الجسد «فأي ثمر كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستَحون بها الآن؟ لأن نهاية تلك الأمور هي الموت» ( رو 6: 21 ). ويستحيل أن يسير إنسان في سلام حقيقي وراحة قلبية، دون أن يعرف المركز العظيم الذي وصلنا إليه عن طريق الموت والقيامة.

إننا قد ندرك تمامًا التبرير بالإيمان، وقد ندرك ماهية الراحة في كمال عمل المسيح بالنسبة لخطايانا الماضية، ومع ذلك نظل دائمًا مضطربين وقلقين من جراء استمرار اكتشافنا لأعمال الطبيعة الفاسدة التي فينا، وبالتالي نمتلئ بالخوف من أن نُسلَّم ثانيةً إلى يدي مُضطهدنا السابق، وهذا يعطلنا عن خدمتنا للمسيح ولكنيسته.

لأجل هذا نجد إنجيل نعمة الله في كماله الإلهي، يُعطي النفس راحة، ليس من جهة الماضي فقط، بل الحاضر والمستقبل أيضًا. فالرب يغفر جميع خطايانا لا بعضها، ويُنقذنا من قوة وسلطة الخطية «فإن الخطية لن تسودَكم، لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة» ( رو 6: 14 ). وهذه الحقيقة ثمينة حقًا لأولئك الذين يُهاجَمون يوميًا ببذار الشر الداخلي، إذ إنه بالرغم من كون الخطية تسكن، إلا أنها لا تملك.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net