الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 27 إبريل 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دروس الأعماق
اَلَّذِينَ يُرَاعُونَ أَبَاطِيلَ كَاذِبَةً يَتْرُكُونَ نِعْمَتَهُمْ ... لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ ( يونان 2: 8 ، 9)
لقد تعلَّم يونان - في قاع البحر في جوف الحوت- درسين هامين هما:

(1) أن «الذين يُراعُونَ أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم».

(2) أن «للرب الخلاص».

ماهو الأكثر بُطلاً وخداعًا من كل الأباطيل والأشياء الخادعة؟ هل هو العالم الذي حولنا بأباطيله الكاذبة وأمجاده الفانية؟ لم يكن هذا ما تعلَّمه يونان هنا، لأننا متأكدون أنه بالنسبة لنبي الله كانت أباطيل العالم معروفة جيدًا له لكي يلاحظها وينتبه إليها. ولكن أخدع الأباطيل الكاذبة لا يجب أن نبحث عنه في العالم الخارجي، لكن في داخل نفوسنا. إن قلبنا الطبيعي هو أخدع من كل الأباطيل الكاذبة، لأن «القلب أخدَع من كل شيء وهو نجيس، مَن يعرفه» ( إر 17: 9 ). إنه القلب الطبيعي بدهائه ومكره، كما يظهر في خطط يعقوب لإشباع أنانيته وكبرياء نفسه.

كان يجب على يونان في وسط الواجبات المستمرة لخدمته النبوية أن يُعطي لنفسه وقتًا كافيًا ليختلي منفردًا مع الله، وفي نور محضره، لكي يتعلَّم أعماق خداع قلبه الشرير. لو فعل هذا ما كان يسمح لنفسه أن ينقاد في محاولته الباطلة ليهرب من وجه الرب، وبالتالي ما وجد نفسه في جوف الحوت. هذا الحق الذي من الصعب علينا أن نتعلَّمه، تعلَّمه يعقوب بعد اختبارات مُذلة وطويلة، أما يونان فقد كان عليه أن يتعلَّمه في قاع البحر، حيث كان ”له في نفسه حُكم الموت، لكي لا يكون مُتكلاً على نفسه بل على الله الذي يُقيم الأموات“ ( 2كو 1: 9 ).

لكن كان على يونان وهو في جوف الحوت أن يتعلَّم درسًا آخر لا يقل أهمية، وذلك قبل أن يخلُص من هذا السجن. وهو درس مرتبط تمامًا بالدرس السابق أن «للرب الخلاص». لمَّا كان يونان في السفينة، على سطح البحر، أثناء العاصفة القوية التي أرسلها الله، أمكنه أن يخاف الرب، وأن يعترف به ”كإله السماء الذي صنع البحر والبر“ ( يون 1: 9 ). أما الدرس العظيم الآخر، والذي هو «للرب الخلاص» فقد كان عليه أن يتعلَّمه - من الرب – وهو في أعماق البحر، حينما كان له حكم الموت في نفسه، وحينما حُرم من كل معونة بشرية، وبعد أن تعلَّم أن «الذين يُراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم».

يا ليتَ به نقنعُ ونسعى بالإيمانْ
فلا نعودُ نُخْدَعُ بالبُطلِ والعِيانْ

فون بوسك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net