الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 2 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طَابِيثَا ... أجمل غزالة
وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا، الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ.. ( أعمال 9: 36 )
طابيثا اسم أرامي معناه ”غزالة“، وقصد الوحي المقدس أن يذكر لنا معنى اسمها، الاسم الذي يعكس جمال ورقة هذا الإناء الذي شكَّلته يد الفخاري العظيم ليُكرَم اسمه المبارك فيه. يُفتتح الأصحاح بصورة ثعبان يُثير الذعر؛ أعني شاول الطرسوسي، ويُختتم بصورة غزالة تنشر البهجة؛ أعني طَابِيثَا. وفي الصورتين يُستعرَض أمامنا عمل النعمة العجيب: فمن جانب نرى النعمة القادرة أن تُخلّص وتُغيّر، ومن جانب آخر نرى روعة النعمة التي تُقدس، وتُجمِّل.

أولاً: طَابِيثَا نشيطة في عمل الصلاح: صورة للمؤمن المجتهد الذي لا يضيِّع الوقت في أمور باطلة أو قليلة النفع، بل كل الوقت يكون مُستثمَرًا فيما هو نافع وصالح. التعبير المذكور عن طابيثا أنها «ممتلئة أعمالاً صالحة» يعني أنها تشغل وقتها دائمًا بأعمال وصَفها الروح القدس - وليس الناس - بأنها صَالِحة. إننا لا نسمع لطابيثا أقوالاً، لكن نقرأ أنها أنجزت أعمالاً؛ كثيرة مِنْ حيث كَمَّها، وصَالِحة من حيث نوعها. إن طابيثا ترسم لنا نموذج لنوعية مِن المؤمنين يخدمون في صمت، وصدى أفعالهم أبلغ من عظات كثيرة.

ثانيًا: طَابِيثَا رقيقة ولها أحشاء المسيح: كانت أيضًا «ممتلئة إحسانات»، أي كانت تُكثر مِن أعمال الرحمة وتقديم الخير للمحتاجين. كانت خدمة طابيثا تنبع من قلب ممتلئ بالرحمة واللطف على المساكين وذوي الاحتياجات المادية والنفسية. البعض يظن أن إحساناتها تقتصر على صُنع الأقمصة والثياب بينما الكتاب يذكرها على سبيل المثال. وهو ما اعتبره المؤمنون في يافا أحد الحيثيات التي بها برَّروا استدعاءهم للرسول بطرس كي يعرف كم كان لتلك التلميذة المجتهدة نصيب وافر من تعب المحبة الذي أظهرته نحو المسيح إذ خدمت القديسين. والمُلفِت للانتباه أنهم عندما علموا أنها ماتت، لم يُقدّموا قصائد شعرية ولا خطابات رثاء، بل قدموا عينات من تلك الإحسانات المعطرة بتعب المحبة.

ثالثًا: طَابِيثَا طاهرة ذات سلوك صحيح: اسم ”غزالة“ يُذكّرنا بالحيوانات الطاهرة التي تشق الظلف. صورة لمؤمن يسلك باستقامة، ويُميز بين ما يليق وما لا يليق. لا عجَب إن كان يمتلئ قلبها بالرحمة وبمشاعر النُبل، وتمتلئ بالطاقة والهِمَّة التي تخدم بلا كَلل، لأن المؤمن الذي يتقي الرب دائمًا يكون مُحبًا لإخوته، ومجتهدًا في خدمته. من أجزاء كثيرة في كلمة الله نرى أنه يُوجد تناسب طردي بين منسوب القداسة، ومقدار المحبة للرب وللقديسين.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net