الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 4 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشعور بالاحتياج
وَقَالَ بَنُو الأَنْبِيَاءِ لأَلِيشَعَ: هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي نَحْنُ مُقِيمُونَ فِيهِ أَمَامَكَ ضَيِّقٌ عَلَيْنَا ( 2ملوك 6: 1 )
لقد شعر بنو الأنبياء بحاجتهم لتوسيع مكان إقامتهم. وإنها لواحدة من أعظم البركات التى يُنتجها تعامل الله معنا؛ الشعور بالاحتياج. وهذا الشعور بالاحتياج يقود إلى التغيير في حياتنا. وبدون هذا الشعور نكون في رضى عن حالتنا وأوضاعنا، وبالتالي لن يكون هناك تغيير. إن العملية الأولى التي يُسرّ الله أن يُوجدها في حياتنا هي شعورنا بالاحتياج، هذا الأمر سيكون نقطة انطلاق لمحاولة تغيير حالتنا التي نحن عليها، بل ونقطة انطلاق لنرتمي على الرب لكى يصنع لنا ما نحتاجه. لقد غاب الشعور بالاحتياج عن ملاك كنيسة لاودكية، فشعر بأنه غني وقد استغنى ولا حاجة له إلى شيء، في حين أنه «الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان»، وهذه الخماسية تحكي عن حالته الفعلية وما كان يحتاجه، ولكنه للأسف لم يكن لديه شعور بذلك ( رؤ 3: 17 ).

لقد شعر بنو الأنبياء بالاحتياج، فقالوا لأليشع: «هوذا الموضع الذي نحن مُقيمون فيه أمامك ضيِّقٌ علينا». لم يكن لديهم أية رغبة في طمس الحقيقة. قالوا لأليشع: الموضع الذى نحن مُقيمون فيه «أمامك»؛ فأمام أليشع كل شيء واضح، وكل شيء يحكي ويعكس بوضوح الاحتياج.

لقد كان مكان إقامتهم ضيق، ونحن من الممكن أن نشعر أن مكان إقامتنا روحيًا ضيق. ما أكثر ما أعدَّه الله لنا! وما أحلى وأجمل المكان الروحي الذي نقلتنا إليه نعمة الله! ولكن ما أقل تمتعنا به! لنا الكثير، ولكن ما نُقيم فيه ضيق وصغير بالمقارنة بما لنا.

وما لم نشعر باحتياجنا إلى النمو، والمزيد من الشركة والعلاقة مع الرب، فلن نطلب التغيير في أمورنا الروحية؛ سنقول كما قال ملاك كنيسة اللاودكيين: «لا حاجةَ لي إلى شيء». بعكس يعبيص الذي قال للرب: «ليتكَ تُباركني، وتُوسِّع تخُومي» ( 1أخ 4: 10 ). وبقدر ما نكون في شركة مع الرب - مثل يعبيص – كلما تعمَّق الاحتياج في قلوبنا لمزيد من الامتلاك والتمتع بما لنا. أما إذا رضينا وقنعنا بحالتنا فهذا دليل على أننا لسنا في حالة صحيحة. إذا تركنا قلوبنا للعالم وأمور العالم، حتمًا لن نشعر بما نحن فيه من ضيق وعوَز، وسنقنع بحالتنا. لكن العكس تمامًا إذا رفضنا أمور العالم وكنا في شركة حقيقية مع أليشعنا الحقيقي، سنكتشف أن احتياجنا أكبر وأعظم.

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net