الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 7 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تحت جناحيه
كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! ( لوقا 13: 34 )
روى أحد خدام الرب هذه القصة:

أثناء خدمتي في إحدى القرى: استأجرت غرفة في بيت فلاح لم يكن مؤمنًا بالمسيح. وأخذت أنتظر الفرصة المواتية للتحدث إليه عن خلاص نفسه. وأخيرًا سَنَحت تلك الفرصة حين طلب مني أن أصحبه إلى حظيرة الدواجن ليُريني منظرًا عجيبًا؛ فهناك في أحد الأعشاش، كانت دجاجة جاثمة وفراخها تُوصوص من تحت جناحيها. وقال الفلاح لي: ”جسَّها!“ وما أن وضعت يدي على الدجاجة حتى وجدتها باردة وميِّتة.

فقال الفلاح: ”أَ ترى هذا الجُرح في رأسها؟ لقد امتصَّت عِرسة كل الدم من جسمها، وهي لم تتحرك قطّ مخافةً أن يؤذي هذا الحيوان صغارها!“ إذ ذاك قلت له: ”هذا يُشبه تمامًا ما فعله المسيح. فهو قد احتمل آلام الصليب كلها. كان يستطيع أن يُخلِّص نَفْسُهُ، ولكنه لم يُرِد، لأنه لو تحرَّك ونزل من على الصليب، لكنا نحنُ هلكنا!“.

وقد استخدم الروح القدس هذه الكلمات البسيطة للتأثير في قلب الفلاح، فوضع في الحال إيمانه في ذاك الذي اختار – في الجلجثة – أن يُخلِّصنا نحن بدل أن يُخلِّص نفسه!

إن الصورة البسيطة الجميلة للدجاجة وهي تجمع فراخها للحماية تحت جناحيها، هي نفس الصورة التي يرسمها الروح القدس ليوضح بها عمل الرب نحو المؤمنين. فحين يكون الخطر قريبًا تدعو الدجاجة فراخها الصغيرة، وبمجرد سماعها الدعوة تجري الفراخ مُسرعة حيث تجد ملجأ تحت جناحي الدجاجة الأم القويتين، وحين تصل إلى هناك لا يستطيع العدو أن يصل إليها ما لم يكسر هذين الجناحين، اللذين يُعبران عن محبة الأم وقوتها. وحين يحل الليل بظلمته وبرودته، تأخذ الفراخ كعادتها مكانها تحت الجناحين، حيث يوجد الدفء والغطاء.

وما أعظمها دروسًا تقدمها لنا هذه الصورة من الطبيعة. تحيط بنا الآن أخطار كثيرة، وتمر بنا أوقات مظلمة، وتزمجر من حولنا رياح الحروب والاضطهادات بغضب في كل مكان، والشيطان - عدونا الروحي – يزداد ضراوة ضدنا يومًا بعد يوم. فماذا نعمل؟ ليس علينا سوى أن نُصغي إلى صوت مُخلِّصنا المُحبّ حيث يدعونا لنأتي ونحتمي تحت جناحيه، وحين نُسرع بالدخول، ونستقر هناك في أمان متمتعين بمحبته، حيث يملأ شخصه المشهد كله، وتُحيط بنا جناحاه، نتحقق أن الذي يهددنا لا يستطيع الوصول إلينا قبل أن يخترق جناحي القدير، وهذا مستحيل.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net