الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 مايو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مجنون جالس ولابس وعاقل
وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَنَظَرُوا الْمَجْنُونَ الَّذِي كَانَ فِيهِ اللَّجِئُونُ جَالِسًا وَلاَبِسًا وَعَاقِلاً ( مرقس 5: 15 )
ما أبعد الفرق بين ما كان عليه حال ذلك الرجل وما صار إليه. لقد ذهب عنه خزي عُريه. وبدلاً من سيره هائمًا بلا استقرار، تمتع بالراحة والسلام وتغيَّرت حالته العقلية. فبعد أن كان سبب فزع لكل مَنْ حوله أصبح عاقلاً، مالكًا لناصية عقله، وبدلاً من أن يكون في صُحبة الشيطان، أصبح في شركة مُمتعة مع ابن الله! وكل هذه الامتيازات الرائعة هي من نصيب كل مَن يأتي للمسيح. فهل هي من نصيبك أيها القارئ العزيز؟

(1) «جالسًا»: فهو يعطيك الراحة لأن المسيح أكمل عمل الصليب. وعلى هذا الأساس يُقدِّم الخلاص بالنعمة لكل الناس. ليس عليك أن تعمل شيئًا لتنال الخلاص، بل عليك أن تأخذه لنفسك. وإذا كنت قد أتيت إليه، فهو بلا شك قد قبلك ولك أن تستريح على ذلك. ثق في كلمة الله تحصل على السلام والراحة. لا تتكل على مشاعرك المتغيرة، بل على كلمته الثابتة. لقد قال: «مَن يُقبل إليَّ لا أُخرجهُ خارجًا» ( يو 6: 37 ). هذه كلمته، فاسترِح عليها.

(2) «لابِسًا»: لقد قال ملاك الرب ليهوشع: «انظر. قد أذهبت عنكَ إثمك، وأُلبسُك ثيابًا مُزخرفة» ( زك 3: 4 ). إنها يد الله التي جهزت لك الثياب، وتُلبسُك إياها. أو إنها «الحُلَّة الأولى» التي تُقدَّم لنا من يد الآب المُحبّ، إذ «كساني رداءَ البر» ( إش 61: 10 ). فبينما «كثوب عِدَّة كل أعمال برِّنا» ( إش 64: 6 )، لكن ”المسيح صارَ لنا من الله .. فداءً“ ( 1كو 1: 30 ). فالذين آمنوا بالمسيح قد لبسوا المسيح، ولن يظهر خزي عريهم فيما بعد؛ لقد أصبحوا في المسيح أمام الله، وكل مجد وجمال المسيح صار لهم.

(3) «عَاقِلاً»: لقد جهّل الله حكمة هذا العالم. والعاقل هو الذي آمن بالرب يسوع؛ الحكمة الأزلي، والذي ”صارَ لنا حكمةً من الله“ ( 1كو 1: 30 ). وعين الإيمان فقط هي التي ترى الأمور على حقيقتها، وتقدير الله لأمور العالم سيبقى ”الأشياء التي تُرَى هي وقتية، وأما التي لا تُرى فأبدية“ ( 2كو 4: 18 ). وسعيد وعاقل مَن يستطيع أن يقول مع الرسول: «لكن ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبتهُ من أجل المسيح خسارةً. بل إني أحسب كل شيء أيضًا خسارةً من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي» ( في 3: 7 ، 8).

بِمَ أُكافـي مُنقذي مِن سُلطَةِ الخطيةِ
إلاّ بتكريسي لَهُ نفسي وكلَّ قوتي

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net