الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 17 يونيو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سر النُصرة وسر الهزيمة
فَصَعِدَ مِنَ الشَّعْبِ.. نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ،وَهَرَبُوا أَمَامَ أَهْلِ عَايَ.. فَذَابَ قَلْبُ الشَّعْبِ وَصَارَ مِثْلَ الْمَاءِ ( يشوع 7: 4 ، 5)
في يشوع 6 نرى الصورة الجميلة المُنيرة للنصرة الإلهية التي نالها الإيمان وفاز بها شعب الله على الشيطان وعلى أريحا. ولكن، بكل أسف، يبدأ الأصحاح السابع بتدوين وتسجيل حادثة انهزام مُخجل. فمدينة صغيرة وعقبة لا يُعتَّد بها بالمقابلة مع أريحا، ونفر قليل كان كافيًا لأن يجعل ثلاثة آلاف رجل من إسرائيل يهربون أمام أهل عاي، ووصلت الحالة النفسية إلى درجة أن ذاب قلب الشعب وصار مثل الماء!

ويوجد سر للهزيمة، كما يوجد سر للغَلبة. فبعد أن ينتصر المؤمن على العدو بسبب اعتماده على الله واستناده على مواعيده، يواجه خطر أن تنشغل نفسه بالنتائج، ويتحول قلبه عن الرب، فينسب لنفسه بعض الفضل في إحراز هذه النتائج، وعندئذٍ تبدأ عوامل الهزيمة لتفعل فعلها من تلك اللحظة.

ولاحظ بتدقيق خطوات يشوع في حالتنا هذه: «وأرسل يشوع رجالاً من أريحا إلى عاي» (ع2). فهو قد أعاد تنفيذ الخطة التي سار عليها أولاً والواردة في يشوع 2، عندما أرسل رجلين ليتجسسا الأرض وأريحا، وقد كان تصرفه أولاً مُطابقًا لفكر الله. أما الآن فنفس العمل مصدره الاستحسان البشري، فقد رجع الجاسوسان من أريحا وقالا ليشوع: «إن الرب قد دفع بيدنا الأرض كلها، وقد ذاب كل سكان الأرض بسببنا». فما الداعي والحالة هذه لإرسال جواسيس آخرين؟ وفي إرسالهم ما يدل على أن ثقة يشوع بالله في هذا الوقت قد ضعفت، ولهذا عوَّل على الوسائط البشرية.

وأكثر من ذلك فقد أرسل يشوع الجواسيس من ”أريحا“. وهذه ليست النقطة التي عيَّنها الله للبدء منها. فقد نسيَ يشوع الجلجال، الذي كان يجب أن يرجع إليه، والذي فيه تعلَّم الشعب ما هية الجسد وخِداعه (يش5). فقد وجد يشوع في النصر المُبين الذي أحرزه عند أريحا فرصة ليتكل على الجسد ويثق في الجسد. ويشوع الذي كان إلى الآن رمزًا للمسيح العامل بروحه في المؤمن ليأتي به إلى امتلاك الامتيازات التي له، نراه قد اختفى ليحل محله يشوع كإنسان. أَ ليس هذا هو حالنا في غالب الأحيان؟ فكل مؤمن على قدر ما أُعطيَ له هو مُمثل للمسيح، ورسالة موضوعة ليقرأها الناس، فيعرفوا الشيء الكثير عن المسيح. وبمجرد أن ننسى الجلجال نختفي كممثلين للمسيح، ويظهر فينا الإنسان العتيق ويجد المجال واسعًا للعمل طالما أننا أهملنا الحكم عليه.

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net