الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 يونيو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إلـه التعويضات
فَإِنَّهُ وَلَوْ أَحْزَنَ يَرْحَمُ حَسَبَ كَثْرَةِ مَرَاحِمِهِ ( مراثي 3: 32 )
نحن أمام مشهد مؤثر فيه نرى يعقوب وهو يحتضن ابني يوسف ويُقبِّلهما، ويقول ليوسف هذه العبارة التي تحرك المشاعر: «لم أكن أظُنُّ أني أرى وجهكَ، وهوذا الله قد أراني نسلك أيضًا» ( تك 48: 11 ).

وأتصوَّر أن يعقوب يرفع وجهه نحو السماء وهو يقول ”هُوَذا اللهُ“ وكعادة كبار السن، تمر أمام عيونهم ذكريات السنين في لحظات. تذكَّر فراق راحيل المحبوبة، وتذكَّر الخبر الأليم الذي مزق أحشائه عندما أُخبر بموت يوسف، لكنه يذكر في تلك اللحظات السعيدة كم هي عظيمة تعويضات ذلك الإله الرحيم الذي لو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه. ها هو يرى يوسف في مجده مع أولاده أيضًا، إنه بالحقيقة ”إله التعويضات“.

تأملوا معي في حياة أشخاص اجتازوا في ضيق شديد، خاصةً فراق الأحباء: لنأخذ على سبيل المثال امرأة وهي راعوث، وأيضًا رجل مثل أيوب. اختبرت راعوث الموآبية أن الرب إله اسرائيل هو إله التعويضات. قال لها بوعز: «ليكافئ الرب عملَكِ، وليكن أجرُكِ كاملاً من عند الرب إله إسرائيل الذي جئتِ لكي تحتمي تحت جناحيه» ( را 2: 12 ). أي تعويض هذا أن ترتبط ببوعز جبار البأس، وهو من أشراف بيت لحم! وما أعظمها مكافأة أن تكون جدة داود الملك! بل التعويض الأعظم أن يأتي مِن نسلها المسيح حسب الجسد، وتُذكر في سلسلة النَسَب المَلكية في افتتاحية العهد الجديد في إنجيل متى الأصحاح الأول!

ماذا عن أيوب الذي جُرِّب بتجربة مُرَّة وقاسية على الطبيعة البشرية، لكن في ختام السفر نرى تعويض القدير، فنقرأ هذه العبارات المُبهجة «ورفع الرب وجه أيوب .. وردَّ الرب سبي أيوب.. وزادَ الرب على كل ما كان لأيوب ضِعفًا .. وبارك الرب آخِرة أيوب أكثر من أُولاه» ( أي 42: 9 -12). ما أطيب إلهنا الرحيم! وما أوسع قلبه! وما أجود يداه! إنه بالحق إله التعويضات.

كم أنا فيكَ سعيدٌ قد هدَيتنـي إليكَ
حُبكَ ربي مجيدٌ غبطتي في راحتيكَ
ليتَ ترنيمي وشكري بل وليتني بقلبي
أجعلُ منكَ رجائي واهتدائي كل دربي يا حبيبي

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net