الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 يونيو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قارورة الطيب
.. تَقَدَّمَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ ( متى 26: 7 )
في هذه الأيام التي انصبَّت فيها القلوب انصبابًا في مشاغل الحياة الحاضرة. من اللازم لنا جدًا أن نتذكَّر أن الله ينظر إلى اهتماماتنا من نقطة واحدة، ويقيسها على مقياس واحد، ويختبرها بمحك واحد ـ وهذا الواحد هو المسيح ابن محبته.

فليس من الأهمية في شيء أن نُقيم وزنًا لأفكار الناس عن عمل من الأعمال، لكن يجب أن نهتم بالأحرى بتقدير الرب الفاحص القلوب؛ وهذا هو التقدير الصحيح.

ولنا مثال جميل لذلك عندما تقدمت امرأة في بيت سمعان الأبرص، ومعها قارورة طيب كثير الثمن، وسكبته على رأسه وهو متكئ.

ولنتساءل: ماذا يا تُرى كان غرض هذه المرأة وهي متجهة إلى حيث كان الرب له المجد؟ هل كان غرضها أن تُعلن عن رائحة طيبها؟ أو أن تعرض أمام الحاضرين قارورتها الجميلة؟ أو أن تكسب ثناء الناس على عملها؟ أو أن تُحرز اسمًا بين جماعة قليلة من أصدقاء الرب بسبب محبتها وتعبدها؟ كلا. لم يكن شيء من هذا هو غرضها. ونحن نستطيع أن نعرف ذلك لأن الله العارف بخفايا القلوب والذي به توزن الأعمال، كان هناك ووزَن عملها بموازين المقادس، وتقبَّل عملها بقبول الرضى، وختم عليه بختم المُصادقة. ولو أنه وجد في عملها أقل غش لأعلن لها هذا على الأقل. إن عينيه الطاهرتين قد وصلتا إلى أعماق نفس هذه المرأة وكشفتا عما عملت، وكيف عملت، ولماذا عملت، ثم بعد ذلك قال: «قد عملت بي عملاً حسنًا».

كان غرضها شخص المسيح نفسه وهذا ما أكسب عملها قيمة عظيمة، وأرسل طيبها إلى عرش الله توًا. فلم تكن تحلم أن الملايين العديدة من الناس سوف يقرأون ويسمعون عن خدمتها وعن إخلاصها. ولم يخطر ببالها أن السيد سيدوِّن صنيعها على صفحات الأبدية بحروف لا تُمحى. ولو أنها فكَّرت أو سَعَت إلى شيء من هذا لسلَبت صنيعها قوته ولفقدت تضحيتها جمالها.

لقد امتلأ قلبها بالمسيح فحسبت أن كل ما يُنفَق في سبيله ليس إتلافًا، ولو وصفه كذلك الآخرون. وفي الوقت المعيَّن قامت بتلك الخدمة الجليلة، إذ أسرعت بدهن جسد سيدها الكريم بهذا الطيب الغالي لأنه يستحق. ليتنا نفعل هكذا فنعطيه التقدير اللائق به له كل المجد.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net