الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 يونيو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هَلُمُّوا كُلُوا واشربوا
هَلُمُّوا كُلُوا مِنْ طَعَامِي، وَاشْرَبُوا مِنَ الْخَمْرِ الَّتِي مَزَجْتُهَا ( أمثال 9: 5 )
في أمثال 9: 4-6 تُقدِّم الحكمة دعوتها للجميع؛ دعوة للشبع وللفرح، وما علينا سوى أن نُلبي هذا النداء لراحة وسعادة قلوبنا التي أعياها وأتعبها الجهل، وغمرها ظلام الغباء الذي نعيش فيه لسبب ما يفعله إبليس في الذهن من عمى وظلام وتشويش.

أولاً: دعوة للشبع: ”هلموا كُلُوا من طعامي“. إن الخطية أنشأت فراغًا عميقًا في القلب البشري، وكل ما صنعه الإنسان لنفسه وبنفسه لم يملأ هذا الفراغ. ومع زيادة الرفاهية ووسائل المُتعة، يزداد الجوع ويتسع الفراغ في القلب، ولِما لا وقد قصد الله أن لا تجد النفس البشرية شبعها وراحتها إلا عنده وفيه.

وها عزيزي القارئ دعوة للشبع مُقدمة لي ولك. فهلا سمعنا وأطعنا. إن صوت الحكمة يتضامن مع صوت النبي الذي قال بلسان الله: «أيها العطاش جميعًا هلمُّوا إلى المياه ... هلمُّوا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمرًا ولبنًا ... وكُلوا الطيِّب، ولتتلذذ بالدسم أنفسكم» ( إش 55: 1 ، 2). وكِلا النداءين نراهما في صوت عذب مريح حلو قائلاً لنا: «هوذا غذائي أعدَدته. ثيراني ومُسمَّنَاتي قد ذبحت، وكل شيء مُعَدّ. تعالوا إلى العُرس!» ( مت 22: 4 ). ويا لسعادة كل مَن يلبي دعوة مثل هذه! يا لفرح قلبه وهناء نفسه!

عزيزي ألا تشتاق إلى هذا النوع من الشبع والسرور والراحة؟ ألا تشتاق إلى ملء الفراغ؟ إذًا فهيا إليه وحده.

ثانيًا: دعوة للفرح: «هلموا ... اشربوا من الخمر التي مزجتُها». إن أفراح وملذات ومسرات العالم مؤقتة وسريعًا ما تزول، وكثيرًا ما تتحول في القلب لمرارة وعلقم. إن خمر العالم مزيج من اللهو والدنس، وكلمات السفاهة والهزل، ومختلطة بالخداع والزيف، وخالية تمامًا من الحق والقداسة والسلام الحقيقي، بل وخالية من الشركة الحقيقية مع الله. أما خمر الحكمة (الرب يسوع) فهي حقيقية، تمنح القلب راحة، والنفس انتعاشًا، وتعطي الروح نشوة. إنها مزيج من القداسة والبر، ومملوءة من ثمار الروح الحقيقية. إن هذا النوع من الأفراح (الخمر) من صُنع يدي الحكمة (الرب يسوع) ذاتها. إن ما يملأ قلبك من الافراح الحقيقية الدائمة، ليس من صُنع البشر، ولم تمزجها يد إنسان، بل الرب يسوع، بعمل الروح القدس، هو الذي ينشئها فيك ويملأك منها.

ليت الرب يُنشئ في القلب عطش حقيقي لهذه الدعوة، ورغبة صادقة في تلبيتها.

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net