الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 يونيو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح وتلاميذه الأولين
فِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ، فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي ( يوحنا 1: 43 )
من الأربع حالات الموصوف رجوعها إلى الله في يوحنا 1: 35-51 (نقول أربعة لأن الاثنين المذكورين في ع35 مرتبطان معًا)، لم يتشابه منها اثنتان! الاثنان الأولان سمعا مبشرًا يُعلن المسيح ”كحَمَل الله“ مما حفزهما على طلب المُخلِّص لنفسيهما. الثاني سمعان بطرس، أُحضر إلى المسيح بواسطة أخيه الذي كان قد وجد المسيح وتبعه في اليوم السابق. الثالث، فيلبس، الذي لم يهتم به أحدًا من المؤمنين، ولا مخلوق آخر اهتم بالبحث عنه، بل نقرأ: «يسوعُ ... وجدَ فيلبس فقال له: اتبعني». الرابع والأخير، نثنائيل، دعاه فيلبس الراجع توًا إلى الرب، دعوة رقيقة، أن يأتي وينظر المسيح لنفسه. ويبدو أنه بينما كان يهّم بذلك، تقدَّم إليه يسوع المُخلِّص وتقابل مع الباحث عنه.

وبوضع الأربع حالات متجاورة، نلحظ أنه في الحالة الأولى أتيا للمسيح إثر رسالة مبشر. في حين أتيا الثاني والرابع للمسيح نتيجة عمل فردي من قِبَل أحد المؤمنين. بينما لم يستخدم الله أداة بشرية في الحالة الثالثة. وحقيقة أن التلميذين الأولين جاءا إلى المسيح كنتيجة لخدمة يوحنا المعمدان تنبِّر على أن الله يضع الكرازة بالكلمة في المرتبة الأولى كوسيلة لخلاص الخطاة. وحقيقة أنه بارك خدمة اثنين من الراجعين إليه حديثًا في العمل الفردي تُظهر أنه يُسرّ بهذه الخدمة، ويُعوّل عليها كثيرًا في خلاص النفوس. وحقيقة أنه خلَّص فيلبس دونما استخدام أداة بشرية تُبيِّن أنه لا يَعدم وسيلة في خلاص الخطاة حتى لو تبيَّن عدم أمانة المُبشرين في خدمتهم، وحتى لو أظهر المؤمنون أفرادًا بلادة تعوقهم عن الخروج إلى الخطاة ودعوتهم إلى الرجوع للمسيح.

وجدير بالذكر أن هؤلاء الراجعين الأوائل إلى الرب، ليس فقط رجعوا إليه بطرق متنوعة، ولكن المسيح نفسه تعامل مع كل منهم بطريقة مختلفة: فبالنسبة للتلميذين المذكورين في العدد 35، كان ثَمة سؤال فاحص: «ماذا تطلبان؟»، ليختبر دوافعهما لاتباع المسيح. وبالنسبة لسمعان بطرس، كان ثَمة برهان يُقنعه بأن المسيح عرف كل شيء عنه، متبوعًا بوعد كريم أنه سيُثبِّت قلبه. وبالنسبة لفيلبس لم يكن ثَمة شيء إلا أمر صريح: «اتبعني». وبالنسبة لنثنائيل كان ثَمة كلمة رقيقة تطمئنه تجاه أي ضرر، وتُبرهن لقلبه أن المُخلِّص يقف مستعدًا ليقبله. وهكذا نرى أن الطبيب العظيم يتعامل مع كل إنسان وفقًا لخصائصه وأعوازه.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net