عزيزي القارئ .. إن كنت لم توجِّه اهتمامك إلى هذه اللحظة عندما وصلك صوت الله متكلمًا عن الدينونة الآتية. إن كنت إلى الآن لم تعترف بالمسيح ربًا وسيدًا على حياتك، أرجوك أن تنتبه. إن مَن لا يخضع للمسيح الآن، حتمًا سيخضع له قسرًا عندما تخضع له كل رُكبة ممَّن في السماء ومَن على الأرض ومِن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب.
عزيزي .. إنها أبدية. أبدية لا تنتهي ليس لها قرار في بحيرة النار نتيجة لعدم تصديق كلام الله، وعدم الرجوع إلى مراحم الله في المسيح الفادي. ولتعلم أنه على أساس رفض الناس لمحبة الله التي ظهرت في ابنه على الصليب، سيرفضهم الله أيضًا لقضاء الحكم الصادر من فم ابنه إلى أبد الآبدين. «اذهبوا عني».
فلا خلاص بعد أن تكون الفرصة قد ضاعت.
كم من كلمات قيلت على سبيل الهُزء بهذه الحقيقة الرهيبة! وكم من رؤوس أُنغضت سخرية فكانت بذلك تعديًا على الله نفسه!
لكن النهاية آتية لا محالة، وسيوقَف كل واحد عند حده وينتهي كل هذا.
أ فلا ينتبه كل إنسان لأن الموقف جدٌ وخطير؟ وإذا استمر في تكذيب الله، ففي لحظة كلمح البصر، سيصرخ صرخة مُرَّة طالبًا النجدة ولا نجدة، ولا خلاص، ولا فرصة أخرى، عندئذٍ سيجد نفسه يهوي غائصًا في عذابات جهنم الأبدية. فإن أغمضَ عينيه أو فتحهما فهي جهنم. إن سد أُذنيه أو أرهفهما للسمع، إن صرخ أو لم يصرخ، فهي في كل الأحوال جهنم. هي النار باستمرار.
يا رب كثيرون هم الذين باعوا النفس بأرخص الأثمان وهي الخالدة. أما أنت فلم تَشْتَرِها بأشياءٍ تفنى بل بما لا يُقدَّر بثمن، بدمك الكريم، يا حَمَل الله العظيم، مسفوكًا من أجل المُذنبين، ضامنًا الوجود معك لكل مَن يلجأ إليكَ.
يا ليت البعيدين عنكَ، يا رب، يستفيقون، ويُقبلون إلى أحضان محبتك الواسعة فينالوا فيك ما ناله كل المؤمنين بك من سلامٍ عظيم.