الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أ تُرِيد أن تَبْرأ؟
..إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثلاَثِينَ سَنَةً.. رَآهُ يَسُوعُ ..عَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَانًا كَثِيرًا، فَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟ ( يوحنا 5: 5 ، 6)
«أ تُريدُ أن تبرأ؟». كلمة بسيطة، ولكنها مُشبعة ومُعزية للغاية!

كان الرب في أورشليم في تلك المدينة التي كانت في المركز العظيم للديانة الظاهرية، وكان هناك مُحاطًا بمستلزماتها المختلفة العديدة. كان يوم سبت، يوم عيد، ومدينة المراسيم كانت في ساعة من ساعاتها الزاهرة. فكان الهيكل قريبًا، والفريسيون موجودين، كما كان أيضًا جمهور من المرضى يندفعون، وجمعٌ كثير من المتفرجين مُحيط بتلك البِرْكة القريبة من باب الضأن. وفي وسط كل هؤلاء وقف الرب لكي يعمل عملاً جديدًا؛ إنه لم يعبأ بيوم العيد ولا بيوم السبت ولا بالهيكل، وكأن كلماته قد أعلنت القضاء الأخير على كل هذه الأمور. «أ تُريدُ أن تبرأ؟» كانت إعلان وفاتها جميعًا، فذلك الكسيح المسكين الذي وُجهت إليه هذه الكلمات كان يستطيع أن يبرأ من مرضه بغض النظر عن المنافس أو الأصحاب الصادقين، يستطيع الآن أن يغض الطرف عن أولئك الذبن عاكسوه أو ساعدوه على حد سواء، وليس في حاجة أن ينتظر، فالتأخير والأمل يمكن أن ينقلبا إلى سعادة في لمح البصر، ليس من حاجة أن يتأخر أو أن يخالجه شك، فالفرائض والملائكة، والمساعدون والمنافسون، والتأخر والشك، وكل هذه الأمور يستطيع أن ينساها كلها أمام الرب. وعندما ظهر الرب يسوع؛ عندما وقف ابن الله بجانب البِِرْكة، احتاج الأمر إلى شيء واحد فقط، وهو: هل يرغب ذلك الكسيح في ترك كل شيء في يده، وبذلك ينتظر خلاص الله بسكوت؟

أي كلمة كانت هذه يا تُرى في وسط مشهد ووقت كهذا؟! لم تكن بأكثر من «أ تُريدُ أن تبرأ؟» وفي هذا يظهر فقر البِِرْكة وحقارتها. ليس لها أي مجد أو عظمة بالمقابلة مع ذاك المجد الفائق. وبهذه الطريقة عينها يتكلَّم الرسول بولس بالروح القدس في الرسالة إلى العبرانيين عن ”القُدس العالمي“ ومحتوياته وخدماته (عب9)، وهناك نرى الرسول بالروح القدس يضع الرب يسوع بجانب ”بيت حِسدا“، أو بالحري بجانب نظام الفرائض الذي قد انتهى وقته، وبذلك يظهر لنا فقرها جميعها. فكانت توجد إشارة إلى يسوع في خدمات الهيكل كما كانت هذه البِرْكة القريبة من باب الضأن، وكل هذا لم يكن إلا ظلاً قد تبدد وتلاشى عندما حلَّ النور الحقيقي في المكان. فيسوع وحده هو المُمجَّد.

فاللهُ جاءَ في الجسدْ وحلّ أيضًا بيننا
والنعمةُ والحقُ قدْ صارا بيسوعَ لنا

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net