الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 21 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التابوت والمسيح
أَخَذَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ تَابُوتَ اللهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ، وَأَقَامُوهُ بِقُرْبِ دَاجُونَ ( 1صموئيل 5: 2 )
يا له من وضع شاذ وغريب! هل يستقيم أن يُوضع التابوت في هيكل وثني بجانب داجون؟! «لأنهُ أية خِلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟» ( 2كو 6: 14 ). ولكن شكرًا لله فهو قادر أن يحفظ مجده ومطاليب قداسته وبره وسط الوثنية، وإن أخفق شعبه في ذلك «وبكَّر الأشدوديون في الغد وإذا بداجون ساقطٌ على وجهه إلى الأرض أمام تابوت الرب» ( 1صم 5: 3 ).

وهل فهم الفلسطينيون ما حدث؟ هل أدركوا مع مَن يتعاملون؟ هل شعروا بخطأهم؟ كلاَّ. فما أبطأ الإنسان في فهم أمور الله وما أغباه! «فأخذوا داجون وأقاموه في مكانهِ. وبكَّروا صباحًا في الغد وإذا بداجون ساقطٌ على وجهه على الأرض أمام تابوت الرب، ورأس داجون ويداه مقطوعة على العتبة» ( 1صم 5: 3 ، 4). كان يجب أن يعرف الفلسطينيون أنه لا يصلح وجود صنم بجانب تابوت الرب، فالرب له كل المجد ليس إلهًا ضمن آلهة متعدِّدة. حاشا «فاعلم اليوم وردِّد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل. ليس سواه» ( تث 4: 39 ).

من أجل ذلك نقرأ: «فثقُلت يد الرب على الأشدوديين، وأخربهم وضربهم بالبواسير ... ولما رأى أهل أشدود الأمر كذلك قالوا: لا يمكث تابوت إله إسرائيل عندنا لأن يَدَهُ قد قَسَت علينا وعلى داجون إلهنا ... فقالوا: ليُنقَل تابوت إله إسرائيل إلى جَت»، وهكذا تنقَّل التابوت بين أقطاب الفلسطينيين؛ ”أشدود وجت وعقرون“، وحيثما ذهب كان القضاء يُصاحبه ( 1صم 5: 6 -10).

لكن دعنا نحوِّل أنظارنا الآن عن هذا المشهد المحزن ونثبِّتها على الرب يسوع المسيح، والذي ما كان التابوت إلاَّ رمزًا ضئيلاً له. عندما سعى اليهود للقبض عليه، قال الرب لهم: «أنا هو»، وكانت النتيجة أنهم «رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض» ( يو 18: 5 ، 6)، مثلما حدث لداجون هنا. ثم سمح الرب لهم أن يأخذوه، فأرسلوه من حنَّان إلى قيافا؛ رئيس الكهنة ( يو 18: 24 )، ومن هيرودس إلى بيلاطس ( لو 23: 11 )، مثلما حدث أيضًا هنا مع التابوت، عندما أرسلوه من أشدود إلى جت، ومن جت إلى عقرون. أما أولئك الذين تخلَّصوا من الرب، والذين أهانوه وشتموه وحكموا عليه كان لا بد أن يسمعوا من شفتيه هذه الكلمات: «من الآن تُبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة وآتيًا على سحاب السماء» ( مت 26: 64 ).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net