الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
داود وشاول
حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هَذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي، بِمَسِيحِ الرَّبِّ, فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ، لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ ( 1صموئيل 24: 6 )
في 1صموئيل 24 دخل شاول الكهف حيث كان داود مختبئًا، وكان رجال شاول يحرسون خارجًا. نام الملك المرتد حيث كان تحت رحمة الرجل الذي يطلبه، ووجد رجال داود فرصتهم فقالوا: «هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب: هأنذا أدفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسُن في عينيك». جاءت لداود الفرصة الذهبية؛ فضرْبةُ سيفٍ واحدة سوف تُخلِّصه من عدوه اللدود، وتزيح الرجل الذي كان يفصل بينه وبين العرش، وتنهي حياة المطاردة والهروب.

كانت هذه لحظة حاسمة في حياة داود. هل سوف يعالج الأمور بمعرفته أم يترك النقمة لله؟ فداود يعرف أن النقمة لله ( تث 32: 35 مز 25: 5 ). وكان داود يعرف أنه مُسح من قِبَل صموئيل ليُصبح ملكًا. فهل جاء وقته ليتخلَّص من عدوه ويعتلي العرش؟ كان الله يختبر إيمان داود، لأن الله قال: «لا تقتل». هل سوف يُطيع داود وصيته؟ فكأن الله يختبر داود الذي كتب: «إيَّاكَ انتظرت اليوم كله ... يحفظني الكمال والاستقامة لأني انتظرتك» ( مز 37: 7 ، 21). وكتب أيضًا: «انتظر الرب واصبر له» (مز37: 7). فهل سوف ينتظر توقيت الله؟

وهنا نجد درسًا لنا: علينا أن نتحذَّر جدًا من الاستنتاجات التي نرسمها من أحداث العناية الإلهية. فنحن نميل إلى استغلال الفرص كيما نتبع رغباتنا نحن كما لو كان الله مُصادقًا عليها. والله يجرِّب قلوبنا ليكشف ما بها. فعندما نعالج الأمور بأيدينا نحن فلسنا نسلك بعد بالإيمان. وفي الواقع يكون لسان حالنا: ”يا رب، لا يمكنني الثقة بك لتُدبِّر هذا الأمر، لذلك سوف أُدبِّره بنفسي“.

كيف تفاعل داود مع الامتحان؟ لقد انتصر الروح على الجسد «فقال لرجاله: حاشا لي من قِبَل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب، فأمد يدي إليه لأنه مسيح الرب هو». فالإيمان المُستمَّد من الله دائمًا يطلب يد الله. ففي جوابه على رجاله ذكر ”الرب“ ثلاث مرات. فلم ينظر إلى شاول كعدو يريد قتله، بل كمسيح الرب «فوبَّخ داود رجاله بالكلام، ولم يَدَعهم يقومون على شاول» ( 1صم 24: 7 ).

لم يقتل داود شاول ولكنه «قطع طَرَف جُبَّة شاول سرًا» ( 1صم 24: 4 )، ولكن حتى هذا الأمر أزعج ضميره، فندم على فِعلته الطائشة، كمَن ارتكب خطية. فقلبه الحساس ضربه، مِمَّا يدل على الروحانية الحقَّة.

موريس بسالي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net