الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 8 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السلوك بالعيان
فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ،.. لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ. أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي ( تكوين 13: 8 ، 9)
رأى أبرام أن هناك خطرًا من أن يتحول الخصام بين الرعاة إلى مخاصمة بينه وبين ابن أخيه، ولأجل ذلك طلب الانفصال، لأن «الحكمة التي من فوق .. أولاً: طاهرة، ثم مُسالمة» ( يع 3: 17 ). ولقد كان أبرام بذلك مطيعًا للوصية الإلهية: «إن كان ممكنًا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس» ( رو 12: 18 ).

وبدلاً من أن يترك لوط الاختيار لعمه، نقرأ: «فرفع لوط عينيه ... فاختار لنفسهِ كل دائرة الأردن» (ع10، 11- 16). ونلاحظ قول الكتاب: «فرفع لوط عينيه»، وبتعبير آخر: اختار أن يسلك بالعيان وليس بالإيمان، ولذلك كان من المستحيل أن يبقى لوط مع أبرام! «هل يسير اثنانِ معًا إن لم يتواعدا؟» ( عا 3: 3 ). أبرام «بالإيمان .. كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات .. ينتظر وطنًا أفضل أي سماويًا» ( عب 11: 9 ، 10)، بينما كان قلب لوط على الأمور الأرضية الوقتية التي تُرى، ولذلك نقرأ عنهما: «لم يقدرا أن يُسكنا معًا» (ع6). كانت استحالة أدبية.

«فرفع لوط عينيه»؛ كانت هذه بداية الابتعاد الذي انتهى بأقصى صور العار. وباب العين أحد الطرق الذي من خلاله تهاجم التجارب النفس «لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم» ( 1يو 2: 16 ). إن السلوك بالعيان هو السبب في كل سقطاتنا وأحزاننا، وهكذا الحال منذ القديم «فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت» ( تك 3: 6 ). وذلك ما فعله عاخان أيضًا، كما يظهر من اعترافه: «رأيت في الغنيمة رداءً شنعاريًا نفيسًا، وفضة .. وذهب .. فاشتهيتها وأخذتها» ( يش 7: 21 ). ونلاحظ الترتيب: «رأيت.. فاشتهيت .. وأخذت»! هذا ما حدث مع لوط: «رفع عينيه .. ورأى .. فاختار لنفسهِ». انظروا إلى مغزى هذه الكلمات «رأى كل دائرة الأردن ... كجنة الرب، كأرض مصر»، والتي تُرينا أن لوطًا كان لم يَزَل ملتصقًا بمصر بقلبه. بالنسبة لنظرة لوط العالمية ظهرت دائرة الأردن «أن جميعها سقيٌ .. كجنة الرب»، لكن أمام عيني الرب القدوس، كان سكان تلك المدن «أشرارًا .. لدى الرب جدًا» (ع13). ما هي نظرة الرب؟ هذا ما يجب أن نضع قلوبنا عليه.

ليس للمنظورِ نسعى بل بإيمانٍ نسيرْ
نترجى أن تجيءَ عن قريبٍ يا نصيرْ

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net