الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
توقيت الله
وَإِنَّمَا إِذَا ذَكَرْتَنِي عِنْدَكَ حِينَمَا يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ تَصْنَعُ إِلَيَّ إِحْسَانًا وَتَذْكُرُنِي لِفِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُنِي مِنْ هَذَا الْبَيْتِ ( تكوين 40: 14 )
لو كان هناك مَن يراقب الأحداث دون العِلم بنهاية القصة لظن أن هذه اللحظة هى الفاصلة فى حياة يوسف؛ أخيرًا سيتمكن من رفع دعواه للملك! لكننا عوضًا عن ذلك نقرأ أكثر الأعداد إحباطًا فى سفر التكوين «ولكن لم يذكر رئيس السُّقاة يوسف بل نسيه» ( تك 40: 23 ).

وبالرغم من اعتقاد مراقب الأحداث أن تلك كانت فرصة ضائعة، إلا أن وقت الله لم يكن قد نضج بعد. وبعد سنتين حلم فرعون أحلامًا غريبة عن بقرات وسنابل قمح، حينئذ تذكَّر الساقي مقابلته مع يوسف.

ولما استدعى فرعون يوسف من السجن، تعجَّب جدًا من البصيرة التى حباه الله إياها من جهة تفسير الأحلام، حتى إنه سلَّطه على كل أرض مصر، فكان وهو فى الثلاثين من عمره مسؤولاً عن جمع الطعام خلال سني الشبع السبع، استعدادًا لمواجهة سني الجوع السبع، التى تنبأ عنها فى حلم فرعون. وبهذه الطريقة كان يوسف قد تعيَّن لمساعدة - ليس فقط الأمة المصرية - بل أيضًا عائلته التى جاءت إلى مصر طلبًا للطعام أثناء المجاعة.

من وجهة نظرنا نحن لا نرى أي صلاح فيما صادف يوسف خلال الـ 13 سنة السابقة، إلا أن توقيت الله ربط كل من هذه الأحداث المؤسفة بالتي تليها. ففى الوقت الذى بيع فيه يوسف عبدًا كان فوطيفار يطلب عبدًا، ثم تبلورت الأحداث ليوضع فى السجن، حيث قابل الساقى الذى نسيه أولاً، لكنه تذكَّره فيما بعد فى وقت أكثر حسمًا. وأخيرًا فإن مركز يوسف المرموق ونفوذه، دعَّم الخير الجسدى لإخوته وأيضًا استعادهم روحيًا «أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصدَ به خيرًا، لكي يفعل كما اليوم، لُيحييَ شعبًا كثيرًا» ( تك 50: 20 ). فكان يوسف مُدركًا أن الله بنفسه هو مَن رتب هذه الأحداث.

وربما نواجه نحن أيضًا أحداثًا تتطلب الصبر الكثير لمواجهة الشدائد والظلم، لكن حياة يوسف تذكِّرنا بأن الله صاحب السلطان، وأنه دائمًا مُمسك بزمام الأمور، مُركِّبًا حتى أحلك الظروف فى تصميمه الكبير للخير، وفى الوقت المناسب بالضبط.

كان من الممكن أن يدفع يوسف هذه الأحداث لمصلحته، لكنه بدل من ذلك وضع ثقتة الصابرة فى الله، دون أية عجلة منه. فعندما نبحث عن يد الله فى تجاربنا، نتشجع لأن نصبر ونثق فيه «انتظر الرب واصبر له» ( مز 37: 7 ).

ستيفن كامبل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net