الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 سبتمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ورد النيل
.. سَاغَتْ مُرَقْرِقَةً. فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ.. ( أمثال 23: 31 ، 32)
“ورد النيل”، كلمة نغَمها جميل! فكلمة “ورد” دائمًا تعبِّر عن الجمال والرقة واللطف والحب والمجاملة. و“النيل”، ذلك النهر الجميل، نشأنا على أنه رمز للعطاء وشريان للحياة. فإذا اجتمعت الكلمتان، فلعلهما تصنعان معنىً أروع! لكن مهلاً، اسمع معي الحكاية أولاً ثم كوِّن رأيك.

هو نبات نهري، له أوراق بيضاوية كبيرة سميكة خضراء تطفو على سطح الماء، وجذوره تتدلى لأمتار تحت الماء، يتميز بزهرة بنفسجية اللون، مخملية الملمَس، جذابة المنظر. ويُعَد من أكثر النباتات المعروفة على وجه الأرض في سرعة نموه وتكاثره، إذ تتضاعف كميته في خلال أسبوعين. ويُنتج بذورًا لها القدرة أن تبقى حية كامنة لأعوام تنتج نباتًا جديدًا متى توفرت البيئة الملائمة.

ولورد النيل خطورة شديدة على الأنهار حتي يسميه البعض قاتل الأنهار! وتَكمُن خطورته في أنه يستهلك كميات كبيرة من المياه، بالإضافة لإعاقته لحركة الملاحة في النهر، وتعطيله للري بسده المجاري المائية الصغيرة، وتهديده للجسور، والكثير من الأخطار.

المعلومة الجديرة بالذكر أن الموطن الأصلي لهذا النبات هو نهر الأمازون بأمريكا الجنوبية، ومن سنوات طوال مضت لم يكن له وجود في النيل ولا أنهار المنطقة! فهل تعلم كيف وصلنا هذا الضيف الثقيل؟! لقد أُحضر إلى مصرعلى أنه نبات زينة جميل! وسرعان ما انتشر، وتحوَّل إلى رُعب مُدَمِّر!

يسهل الربط بين ورد النيل والخطية: فهي تبدو جميلة المنظر من الخارج ثم حين تلدغ كالحية فالخسارة عظيمة ( أم 23:  31، 32). وهي سريعة التكاثر، فما أن تدخل الحياة حتى تنتشر أسرع مما تتوقع ( غل 5: 9 ). كما أنها تبقى في حياتنا كامنة تنتظر الفرصة، فكم من فكرة أو نكتة أو مشهد لم نحكم عليها في حينها، كَمَنَت حتى استغلت الفرصة وظهرت في صورة كلمة رديَّة أو نظرة شريرة أو شهوة. والخطية أيضًا تستهلك مياه الانتعاش في حياة المؤمن فتتحوِّل رطوبته إلى يبوسة القيظ ( مز 32: 2 -5)، فتختفي أفراح حياته التي اعتادها من وقته مع الرب وفي الاجتماعات، وتحل العبوسة والاكتئاب.

فإن كان ورد النيل قاتل الأنهار، فالخطية قاتلة الحياة الجميلة والمُتعة الحقيقية في شخص المسيح.

صديقي.. احذر أن تستحلى الخطية، أو تُدخلها حياتك بحسن نية، أو حتى تتغافل فتتسلل لحياتك. النتيجة مدمرة؛ لذا اسهر على حياتك مراقبًا ما يدخلها!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net