الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 13 يناير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فتح ذهنهم
حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ ( لوقا 24: 45 )
«فتح ذهنهم» ... تُعلِّمنا كلمة الله من خلال هذه الكلمات، ومن مواضع أخرى أن الله هو الذي يفتح الذهن لنفهم المكتوب، لقد قال الرب يسوع لتلاميذه قبل صعوده: «وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلِّمكم كل شيء، ويذكِّركم بكل ما قُلتُه لكم» ( يو 14: 26 ). وهذا الامر يُجيب عن تساؤل كثيرًا ما يطرأ على أذهاننا، ويلاشي الدهشة التي تنتابنا كثيرًا عندما نرى أناسًا بسطاء جدًا في مستواهم التعليمي، لكنهم يعرفون الحق، ويُعلِّمُونه، بينما في المقابل نلتقي بعلماء في شتى المجالات لكنهم لا يفهمون شيئًا من المكتوب، ولا يدركون أبسط الحقائق الكتابية، بل ويحسبونها أمورًا معقدة صعبة الفهم. وهذا يأخذنا إلى شيء اسمه البصيرة؛ فكثيرون يُبصرون لكن يحتاجون للبصيرة والإدراك، خصوصًا في كلمة الله، وهذا الأمر هو عطية من الله لعبيده وأتقيائه «ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق. ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية» ( 1يو 5: 20 )، فهو الذي يفتح الذهن لفهم المكتوب، وهو الذي يُعطي البصيرة لإدراك واستيعاب كلمته. فليتنا لا نحاول أن نفسِّر أو نفهم المكتوب بالانفصال عن الله، وليتنا لا نحاول تطبيق أو مقارنة الفلسفات البشرية والأدبيات الإنسانية بكلمة الله الحية، فما أعطاه وكتبه الله هو شيء مختلف كل الاختلاف عما يكتبه البشر. لكن الطريق الوحيد لفهم المكتوب هو الجلوس في حضرة كاتبه، والطلب بلجاجة أن يفتح الذهن ويُهيئ القلب لاستقبال الكلمة وإدراك فحواها.

«ليفهموا الكتب» ... لم يفتح الرب ذهنهم ليعظوا بالمكتوب، أو ليدينوا الآخرين بالمكتوب، أو حتى لإثبات أنهم على حق وكل من يخالفهم هو على خطأ. كان الهدف من فتح ذهنهم أن يفهموا المكتوب، أن يُطبِّقوه على حياتهم، أن يسلكوا به أمام الناس، أن يحفظوه في قلوبهم، أن يُعلنوه كما هو ويتركوا الباقي لعمل الروح القدس في قلوب سامعهيم؛ فكلمة الله تجعل منك إنسانًا كاملاً متأهبًا لكل عمل صالح، لأن «كل الكتاب هو مُوحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهبًا لكل عملٍ صالح» ( 2تي 3: 16 ، 17). ليتنا نُصلي مع كاتب المزمور هذه الكلمات: «علِّمني يا رب طريق فرائضك، فأحفظها إلى النهاية، فهِّمني فأُلاحظ شريعتك، وأحفظها بكل قلبي» ( مز 119: 33 ، 34).

باسم شكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net