الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 28 يناير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المؤمن وتأديب الرب
ْوَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي.. ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ ( عبرانيين 12: 11 )
ليتك – أخي المؤمن المتألم – تشكر الرب – بقلب كسير وإرادة مُخضعة – من أجل الأحزان والآلام التي بسببها دخلت نفسك في الحديد، والحديد في نفسك، ففي آخر المطاف ستجد أنه «من الآكِل خرجَ أُكلٌ، ومن الجافي خرجت حلاوة» ( قض 14: 14 )، وأن «كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصدهِ».

إن قلم الروح القدس اهتم بوصف ضيقات أيوب وذلُّه أكثر مما وصف مباهج سليمان وهناءاته. وأفرَد الكتاب المقدس لتاريخ داود ثلاثة أضعاف المساحة التي أفردها لتاريخ سليمان. ولقد ترك لنا داود المتألم في سفر المزامير تركة لا تُقدَّر بمال، لكن من المُحقَّق، أنه ما كان يُمكن إنشاء مزامير داود لولا الدقات والضربات التي وقعت على قلب داود. ونلاحظ أنه يمكن للمؤمن أن يتخذ أحد طرق ثلاثة تجاه تأديب الرب:

الطريق الأول: أن يحتقر تأديب الرب، أي يستهين به، وبروح الكبرياء وبفعل الإرادة الذاتية يرى في التجارب أمرًا شائعًا بين البشر، ومن ثم لا يأتي منكسرًا أمام الله بسببه. لكن الحكيم يقول لنا: «يا ابني لا تحتقر تأديب الرب» ( عب 12: 5 ؛ أم3: 11).

الطريق الثاني: أن يخور إذا وبخه الرب، إذ يعتبر أن معاملات الرب معه أثقل من أن تُحتمل، فترتخي يداه، ويسقط تحت وطأة التجربة بروح الفشل والحزن «يا ابني ... لا تَخُر إذا وبَّخَكَ (الرب)» (عب12: 5؛ أم3: 11).

الطريق الثالث: هو أن يتدرب به، وهذا هو الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعه كل مؤمن يُجيزه الرب في التأديب؛ لا يحتقره ولا ينوء تحته بالفشل، بل يتدرب به، بأن يخضع للرب لكي يتعلَّم الدرس الذي يقصد الرب أن يُعلِّمه إياه، ملتجئًا إليه لطلب الإرشاد والمعونة والتمسك بنعمته ورحمته «وأما أخيرًا فيعطي الذين يتدرَّبون بهِ ثمر بر للسلام» ( عب 12: 11 ).

إن الرب يرغب في أن نتمتع من الآن بالبركات الناتجة عن تعاملاته معنا. ولهذا فإننا في حاجة إلى تدريب حاضر. أما البركات فهي أن نُصبح شركاء في قداسته، وأن نتمتع بثمار البر للسلام ( عب 12: 10 ، 11). والقداسة لا تقودنا إلى الامتناع عن النجاسة فقط، بل إلى كراهيتها تمامًا، كما يفعل الله أيضًا. وكراهية الشر تقودنا إلى البر العملي، الذي لا بد أن يأتي بثمر السلام، بالمُباينة مع عالم شرير غير مستقر نعبر فيه.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net