الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أ قليلٌ هم الذين يخلصون؟
فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: يَا سَيِّدُ، أَقَلِيلٌ هُمُ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟ فَقَالَ لَهُمُ: اجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ ( لوقا 13: 23 ، 24)
في لوقا 13 تكلَّم الرب عن الدينونة الأكيدة المزمعة أن تقع على الخطاة غير التائبين وعلى المعترفين بالمسيح اعترافًا رسميًا، مهما كان مظهرهم خادعًا «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» ( لو 13: 1 -10، 18، 19)، وهو تصريح خطير سيَّما وأنه صادر من المسيَّا الذي كانوا ينتظرونه. فإذا أصرُّوا على عدم التوبة، واكتفوا بالمظاهر الخارجية، فلا رجاء لهم في المستقبل، بل لا بد يهلكون. ويا لهول المعنى الذي تحمله كلمة ”يهلك“، فهي تعني ضياع الأمل والرجاء وفقدان كل شيء إلى الأبد؛ هلاك الكل – الجسد والنفس والروح في مكان الشقاء.

والمسيح الذي حَذَّر هؤلاء من الهلاك هو نفسه الذي بشَّرهم بالإنجيل «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنَهُ الوحيد، لكي لا يهلك كلُّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ). وهنا يُمثل العالم أمامنا كشخص سائر في طريق الهلاك، ولكنه لم يهلك بعد. ويا له من إنجيل مجيد يُعالج الحالة تمامًا. فقط إصْغَ إلى صوته، وصدِّق رسالة المحبة الموجهة إليك أيها الخاطئ الهالك.

والسؤال: «يا سيد، أ قليل هم الذين يخلُصُون؟»، يظهر أنه سؤال عاطل لا يُبيِّن اهتمامًا جديًّا من جانب الذي سأله، كما يفعل الكثيرون من غير المؤمنين إذ يسألون عن قضية الاختيار. ولكن الرب أجاب لا على السؤال بل على حالة نفس السائل، كأن الرب يقول: ”سواء كثير أم قليل، اجتهد أنت أن تدخل من الباب الضيق لأن هذه هي المسألة الكُلية الأهمية لك“ «فإني أقولُ لكم: إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون، من بعد ما يكون رب البيت قد قامَ وأغلق الباب، وابتدأتم تقفون خارجًا وتقرعون الباب قائلين: يا رب، يا رب، افتح لنا. يُجيبُ، ويقول لكم: لا أعرفكم من أين أنتم! ... تباعَدوا عني يا جميع فاعلي الإثم!» (ع24-27).

يا لها من إجابة خطيرة وفاحصة! فلا ريب أن خلاص النفس هو المسألة الشخصية التي تفوق في الأهمية على كل ما سواها. والباب لا يزال مفتوحًا، والدعوة للجميع «كلُّ شيءٍ مُعَدٌ. تعالوا!» ( مت 22: 4 ). فادخل ما دام يوجد مكان. السيد ينتظرك بصبر فلا تتأخر. اجتهد أن تدخل من الباب الضيق!

ها يسوعُ البابَ دومًا يقرعُ وإليكَ بالدخولِ يَضْرَعُ
فافتحَ البابَ وإلا يرجِعُ عنكَ، فافتحْ ليسوعَ عاجلاً

أندرو ملر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net