الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 27 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الركض والجهاد
.. الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَِيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلَكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هَكَذَا ارْكُضُوا .. ( 1كورنثوس 9: 24 )
لعلَّك – عزيزي القارئ – سمعت قصة ”جان اسطفان إيكوري“، عدَّاء الماراثون التنزاني، والذي حلَّ في المرتبة الأخيرة عند خط النهاية في الألعاب الأوليمبية عام 1968 في مكسيكو سيتي. ولم يسبق لأي متباري في سباقات الماراثون أن وصل متأخرًا إلى هذا الحد.

تعرَّض ”إيكوري“ لإصابة في أثناء السباق، وراح يخمَع داخل الميدان على رِجلهِ الدامية والمُضمَّدة. ووصل إلى خط نهاية السباق بعد أكثر من ساعة على إنهاء باقي المتبارين للسباق. ولم يكن قد بقيَ من المشاهدين إلا عدد قليل فقط لما عَبَر “إيكوري” خط النهاية أخيرًا. وحين سُئل عن سبب مواصلته العدْو رغم الألم، ورغم أنه لن يحصل على أية ميدالية أو مكافأة، أجاب: ”لقد أرسلني بلدي إلى مكسيكو سيتي لا لأبدأ السباق، بل أرسلوني إلى هنا لإنهاء الشوط. وأن أصل متأخرًا، بلا جائزة، أفضل من أن لا أصل على الإطلاق“.

إن موقف هذا الرياضي ينبغي أن يكون موقفنا نحن أيضًا، فهناك سباق ممتدٌّ أمامنا ( عب 12: 1 )، وعلينا أن نظلّ نركض، نحو الهدف، حتى نبلغ خط النهاية.

إن صورة الجهاد في السباق، والسعي نحو الهدف يتكرر استعمالها في الكتاب المقدس. فالرسول بولس يتكلَّم عن «الذين يركضون في الميدان»، وواحد فقط هو الذي يأخذ الجعالة (المكافأة). ولكن في جهادنا الروحي يستطيع الكل أن يصلوا إلى الهدف. والمكافأة هي نصيب كل واحد، ولن يخرج أحد صفر اليدين. ولكن إن كان طريق المؤمن هو الجهاد، فإن عليه أن يُكمِل الجهاد بنجاح.

ولكن ما هو الجهاد والركض الروحي؟ باختصار هو المثابرة في طريق الاتكال على الرب وفي الخضوع لكلمته، بالرغم من كل محاولات العدو لإبعادنا عن هذا الطريق. سلوك مثل هذا هو فيض قلب خاضع متعبد للرب؛ هو سلوك في إنكار للذات وتكريس مستمر، لكن أيضًا في قوة وفرح الروح القدس. إن حالة قلب يسلك هكذا تنُّم عن ثبات داخلي دائم، مهما يكن طريقه وسط ظروف سارة أو مُحزنة، وسط فرح أو ألم، فنرى المؤمن يتقدَّم دائمًا في ذلك الروح الوديع الهادئ؛ روح الانتظار المستمر لإرشاد الرب، لا تدفعه الظروف المواتية إلى التعالي، ولا الظروف المضادة إلى تثبيط الهِمَّة. إذا كانت الظروف مواتية فإن الله يحفظه من الكسل واللامبالاة والاكتفاء بالذات، وإذا كانت الظروف مضادة فإن الله يحفظه من التذمر والأنين والانطراح.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net