الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 31 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
درس على الشاطئ
فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئًا ( يوحنا 21: 3 )
سبعة مِن الصيادين المَهَرة في قارب، لكنهم لم يصطادوا شيئًا! لقد اختاروا الوقت الصحيح للصيد؛ الليل، والمكان الصحيح؛ فبحيرة طبرية تشتهر بكثرة السمك، لكن كان يُعوزهم أهم شيء؛ مُصادقة الرب وبَرَكَتُه «بركة الرب هي تُغني ولا يزيد معها تعبًا» ( أم 10: 22 ).

ولقد قصد الرب مِن فشل التلاميذ المُحزن أن يرُّد نفوسهم. فهم لو نجحوا في تلك الليلة لوجدوا في ذلك تشجيعًا على التمادي في الخطأ. وهكذا كم مِن المرات يسمح لنا الرب بالفشل المُؤقت ليحفظنا مِن التمادي في البُعد عنه!

وكانت ليلة لا تُنسى على التلاميذ، فيها تجمَّع عليهم البرد والجوع مع خيبة الأمل. وأخيرًا عند الصبح جاء المسيح، وبدأ هو بالحديث: «يا غِلْمَان هل اصطدتم سمكًا؟“ أجابوهُ: «لا!». وهكذا دائمًا تكون إجابتنا «لا!» إذا ما سئُلنا: هل انتفعنا مِن تركنا الرب إلهنا؟ والرب لم يُوبخهم، بل ترك نتيجة بُعدهم توبخهم.

«فقال لهم: ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا. فألقوا». وأن يُطيع هؤلاء الصيَّادون ذلك الرجل الغريب الواقف على الشاطئ، فهذا يُعطينا فكرة: كم صَغُرت نفوسهم في عيونهم. وهو درس مُذل للطبيعة البشرية، لكنه لازم لنا أحيانًا. ولمَّا ألقوا الشبكة «لم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك»! فمَنْ يكون ذلك الغريب الذي يخضع له حتى سمك البحر سوى الرب؟! وهنا نجد بطرس ويوحنا يتصرفان، كل واحد بحسب الصفة التي تُميِّزه. فيوحنا كان أول مَن ميَّز الرب، فقال لبطرس: «هو الرب!». وبطرس كان أول مَنْ ألقى بنفسه في الماء ليصل إلى الرب؛ بمعنى أن يوحنا كان أول مَن رأى، وبطرس أول مَن تصرف. المحبة ترى أولاً، وهكذا كان يوحنا. والغيرة تتصرف أولاً، وهكذا كان بطرس.

إن عين المحبة في يوحنا رأت ما لم تستطع أعين باقي التلاميذ أن تراه، وسبقت عيون الكل في تمييز المسيح. أما بطرس فما أن سمع أنه يسوع حتى تسَتَّر بردائه – احترامًا منه لسَيِّده – ثم ألقى نفسه في البحر سابحًا. لقد كان بطرس سبَّاقًا في الرجوع. لكن الأجمل أن نتأمل في رب بطرس الممتلئ نعمة وحقًا. وأي شيء سوى النعمة يجعل واحدًا كبطرس يُسرع ليصل إلى الرب؟! إن الناموس يجعل شخصًا كهذا يهرب مِن الرب، أما النعمة والحق فيجعلانه يهرب إلى الرب.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net