الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أليمالك في موآب
صَارَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ, فَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ ..لِيَتَغَرَّبَ فِي .. مُوآبَ.. وَاسْمُ الرَّجُلِ أَلِيمَالِكُ ( راعوث 1: 1 ، 2)
”أليمالك“ معنى اسمه ”إلهي ملك“، ولكن، ويا للأسف، لم تكن حالته تتفق مع اسمه، فلو كان الله مَلكهُ فعلاً لأمكنه أن يجد المعونة في زمن الجوع مثل أيام الشبع، ولكن إيمان أليمالك لم يصل إلى مستوى الاعتراف باسمه في مواجهة الظروف الضاغطة، فهَجَر أرض الرب، وتغرَّب في مكان اختاره لنفسه.

والمكان الذي اختاره أليمالك كان ذا معنى. فالبلاد المُحيطة بأرض الموعد تُشير رمزيًا إلى صور العالم المختلفة. فمصر تُمثل العالم في كنوز الثروة ومسرَّات الخطية، بالإضافة إلى عبودية الشيطان. وبابل تُرينا العالم في فساده الديني. وموآب تستحضر أيضًا وجهًا مختلفًا للعالم؛ فموآب يعيش حياة الراحة التي يسعى إليها متجنبًا الارتباك، وحياته تنساب دون تغيُّر يُذكر، وبلغة إرميا النبي «مُستريح موآب منذ صِباه، وهو مستقرٌ على درديِّهِ، ولم يُفرَغ من إناءٍ إلى إناء» ( إر 48: 11 ).

إن مصر بمسراتها الكثيرة، وبابل بتشويش ديانتها لم تجتذب أليمالك، لكن موآب جذبته حيث الراحة والاسترخاء، فصارت دافعًا قويًا له للهروب من الصراع والتجربة. وإزاء المجاعة، فإن موآب هي الشَرَك العظيم دائمًا أمام شعب الله. وفي مواجهة المجاعة فقد وجد البعض أن الصراع للإبقاء على طريق الانفصال أمر مؤلم للغاية، وأصبح التحرك المستمر في هذا الطريق فاحصًا للغاية، وهم مُجرَّبون أن يتخلُّوا عن المحاربة الحسنة ويستقروا قليلاً في وادي موآب المريح. ولكننا مثل أليمالك نحتاج أن نتعلَّم غالبًا، بالاختبارات المؤلمة، النتائج المريرة للارتداد والتيهان.

لم يأتِ أليمالك إلى موآب مع زوجته وابنيه فحَسَب، ولكنهم استمروا هناك. وبالنسبة لأليمالك فلم تُرَّد نفسه، ولكن أرض موآب أصبحت له كوادي ظل الموت. فذات الخطوة التي اتخذها ليتجنب بها الموت، هي التي أحضرته إلى الموت. والخطوة الخاطئة التي تُتخذ لتجنب المشاكل، تقود إلى المشاكل ذاتها التي نسعى لتجنبها. وبالإضافة إلى ذلك، فمَنْ يسعى للراحة في هذا العالم، حتى في الأمور غير الخاطئة أدبيًا، معناه أنه يطلب الراحة في الأشياء التي قد يأخذها الموت منا أو قد نؤخذ نحن منها بالموت. إن أحلى المناظر في الأرض هي ظل الموت. لكن المسيح قام ولم يَعُد للموت سيادة عليه، ومن الأفضل أن نكون مع المسيح المُقام في المجاعة، عن أن نُحاط بعالم مليء بالوفرة ويحتضنه الموت.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net