الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحكمة والفطنة
.. يَا إِسْرَائِيلُ اسْمَعِ الفَرَائِضَ ..التِي أَنَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوهَا ... لأَنَّ ذَلِكَ حِكْمَتُكُمْ ..أَمَامَ ..الشُّعُوبِ ( تثنية 4: 1 - 6)
إن ”الحكمة والفطنة“ متضمنتان في تخبئة وصايا الرب في القلب. وقد وجَب أن يكون السماع لوصايا الرب هو الأساس لعظمة إسرائيل الأدبية أمام أعين الشعوب الذين حولهم. فلا علوم مدارس مصر ولا علوم الكلدانيين كانت أساسها، بل تعلُّم كلمة الله والانتباه إليها بروح الطاعة الهادئة، والإصغاء لجميع الفرائض المقدسة والأحكام الثابتة التي عرَّفهم بها الرب إلههم. هذا كان حكمة إسرائيل وعظمته الحقيقية، ومناعتهم الأدبية ضد كل شر، بل وتُرسهم المنيع الذي يصد عنهم غائلات كل عدو.

ولكن ألا ينطبق هذا تمام الانطباق على شعب الله في الزمان الحاضر؟ أَ ليس في طاعتنا لكلمة الله حكمة لنا وفطنة؟ أوَ ليس لنا فيها أمان بل وأساس لكل عظمة أدبية حقيقية؟ بكل تأكيد لنا فيها كل هذا، فحكمتنا هي أن نطيع. والنفس المطيعة نفس حكيمة، آمنة، سعيدة، مغتبطة، نامية، مُثمرة. وكما كان قديمًا، هكذا هو الآن صحيح وثابت ودائم الأثر. وإذا طالعنا تاريخ داود وخلفائه فإننا نجد بدون استثناء أن كل الذين أطاعوا وصايا الله كانوا آمنين، سعداء، مغتبطين، ناجحين، مثمرين. وهذه الظواهر تُلازم طاعة الكلمة في أي عصر من العصور.

وواضح أن الأسلوب السليم لطاعة كلمة الله هو الإلمام بها. وأن وسيلة الإلمام هي مطالعتها باعتناء وتدقيق. ولكن تُرى كيف نطالعها؟ نطالعها ونحن جد مشتاقين لأن نتفهم مضامينها، نطالعها وروح الوقار لسلطانها يحدونا، نطالعها ونحن موطِّدون العزم على أن نطيع كلماتها مهما كلَّفنا الأمر. وإذا وجدنا نعمة تعاوننا على أن نطالع الكتاب المقدس، ولو بدرجة ما، على هذا النمط الصادق الأثر فإننا نتوقع نمونا في المعرفة وفي الحكمة.

وليحفظنا إلهنا من خِدعة الأيام الأخيرة، وهي مطالعة الكلمة لغيرنا. بل لنطالعها لقلوبنا أولاً، ولتمتلئ بها حاسياتنا الروحية، ولننظر إلى شخصياتنا في مرآتها الصادقة، ولا نطالعها وغرضنا الأول أن نكلِّم بها الآخرين، بل لنَعِظ بها أنفسنا أولاً، كل يوم، ولندَّخر لحياتنا منها الطعام الذي يساعدنا على خدمة الآخرين. وإذا كان هذا غرضنا الأول فلا شك أن الرب يستخدمنا بركة لمَن نعيش بينهم، مؤمنين وغير مؤمنين. ولنسمع هذا القول ونعمل في ضوء نتائجه «جعلوني ناطورة الكروم. أما كرمي فلم أنطُرهُ».

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net