«أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم به». مهما تأملنا في هذه العبارة فلن نصل إلى أغوارها. لذلك ينبغي أن نتأمل دائمًا في محبة المسيح وننعَم بها ونلهج فيها حتى تنطبع على كياننا وتظهر في تصرفاتنا، ويُحيطنا جوها العَطِر من كل جانب.
إن كل ما يُكرم المسيح ويجعله عزيزًا مُكرَّمًا في أعيننا هو من الله. وكل ما يفصل بيننا وبين المسيح هو من الشيطان. والتحقق من قرب المسيح والشعور بحضوره في كل المواقف هو الذي يطرح كل خوف ويبدِّد كل قلق، لأن الالتصاق بالرب يُفسح المجال أمام النفس لتكون قادرة على تمييز فكره.
ولا توجد مشغولية ألذ وأسعد من جلوس المؤمن أمام الرب في هدوء لكي يطبع عليه تأثيراته المقدسة. إن جلوسًا كهذا يُسرّ قلب الرب جدًا، وفي الوقت نفسه يعود بأغزر البركات علينا.
كثيرون يفتكرون أن الشركة مع الرب معناها أن يشعروا بالسعادة، لكن ليس هذا هو تعريف الشركة مع الله. إن الشركة معناها أن تعمل العمل الصحيح في الوقت الصحيح وبالأسلوب الصحيح. فإذا انقطعت الشركة لا يمكنك أن تعمل عملاً صحيحًا.
هل نفرح بزيادة معلوماتنا دون أن تزداد محبتنا نحو المسيح؟ إن زيادة المعلومات شيء جميل إذا اقترن بزيادة المحبة نحو شخصه المبارك. وفي يوحنا 20 نجد تصويرًا لهذا، فإن يوحنا عرف عن القيامة أكثر من مريم المجدلية، لكنه لمَّا جاء إلى القبر ووجده فارغًا عاد إلى بيتهِ. أما مريم فلم يكن عندها نور عن القيامة، ومع ذلك لمَّا مكثت عند القبر تبكي، أظهر يسوع نفسه لها. إن المسيح يُظهر ذاته للقلب المُحب، لذلك كلما كان لك قلب مُحب كلما تمتعت أكثر بشخص المسيح.
إن بركة الحياة الروحية هي في القرب من المسيح والشبع به. وهل ”يستطيع بنو العُرس أن يصوموا ما دام العريس معهم؟“ وفي السماء نفسها سيكون شبع المفديين بشخص المسيح – فهل اقتربت أنت منه اليوم؟