الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخلاص الكامل
الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هَذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْدُ ( 2كورنثوس 1: 10 )
«الذي نجانا» ... مكتوبٌ عنه – تبارك اسمه - «وليس بأحدٍ غيرهِ الخلاص» ( أع 4: 12 ). ومع أننا نقرأ عن مُخلِّصين كثيرين في العهد القديم، مثل جدعون ويفتاح وشمشون، ولكن هؤلاء أرسلهم الله ليُخلِّصوا الشعب مِن الأعداء. لكن مَنْ سواه استطاع أن يُخلِّص مِن الخطية؟ هم دخلوا معارك انتصروا فيها بالإيمان، أما هو فقد دفع أجرة الخطية؛ أي الألم والموت «لأنهُ لاقَ بذاكَ الذي من أجلهِ الكل وبه الكل ... أن يُكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام» ( عب 2: 10 ). وما أقسى الآلام التي تحملها الرب! وما أفدح الثمن الذي دفعه! لقد افتقر وهو غني لكي يُغنينا، وجُعل خطية – ذاك الذي لم يعرف خطية – لنصير نحن بر الله فيه!

«وهو ينجي» .. «فمِن ثمَّ يقدر أن يُخلِّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدَّمون بهِ إلى الله، إذ هو حيٌ في كل حين ليشفع فيهم» ( عب 6: 25 ). مَنْ منا يظن أنه ليس في حاجة إليه، ذاك الذي ارتقى العرش شفيعًا! إننا الآن نخلُص بحياته ( رو 5: 10 )، وكأن الرب يقول لنا: ”إن حياتي تضمن نُصرتكم“. لقد احتمل – تبارك اسمه – الصليب ليُخلِّصنا، ولكنه يعلم أننا نحتاج إلى خلاص آخر في الطريق؛ خلاص يومي، وهذا معنى القول: «نَخلُص بحياته».

وهناك تصوير لذلك الخلاص في حرب بني إسرائيل مع عماليق في خروج 17. قد يقول الناظر إلى ساحة المعركة إن يشوع انتصر، ولكن الكتاب يشرح لنا سر هذا الانتصار؛ فعندما كان موسى يرفع يديه كان الشعب ينتصر، وعندما تنزل كان الشعب ينهزم. وعليه فالذي أحرز النصر ليس جهاد يشوع – مع أهميته – بل يدي موسى وهو فوق الجبل «شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نُصرته في المسيح كل حين» ( 2كو 2: 14 ).

«سينجي أيضًا» .. قريبًا سيُتمم الرب وعده بالمجيء. وعندما تذكَّر الرسول بولس هذا الوعد، وقال: «يخلِّصني لملكوتهِ السماوي» لم يستَطع إلا أن يُنشد تلك الأنشودة: «له المجد إلى دهر الدهور. آمين» ( 2تي 4: 18 ).

لقد أتى المسيح مُتضعًا ليُخلِّصنا ويُنقذنا مِن عبودية الخطية، وصعد مجيدًا إلى السماء، وهو هناك لأجلنا ليُعطينا الغَلَبة، ويضمن لنا النُصرة، وقريبًا سيأتي بالقوة للخلاص النهائي. لقد خلَّصنا في الماضي مِن أجرة الخطية، ويُخلِّصنا الأن مِن سيادة الخطية، وها نحن ننتظره ليُخلِّصنا عن قريب من وجود الخطية.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net