الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 19 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح ونِيرِه
تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ ..،وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي .. فَتَجِدُوا رَاحَةً ( متى 11: 28 ، 29)
في هذه العبارة الثمينة والمألوفة نجد نقطتين متميزتين عن بعضهما، ولكنهما مرتبطتان معًا وهما: المسيح ونيره. فنرى أولاً الإتيان إلى المسيح ونتائجه، ثم حَمل النير ونتائجه «تعالوا إليَّ .. وأنا أُريحكم. احملوا نيري .. فتجدوا راحةً». وهذان الأمران إذ هما متميزان عن بعضهما، لا يجوز الخلط بينهما؛ وإذ هما مرتبطان، لا يجوز الفصل بينهما. لأن الخلط بينهما إطفاء للمعان النعمة الإلهية، والفصل بينهما تقليل من مطالب القداسة الإلهية. وكلاهما شرَّان يجب الحذر منهما.

كثيرون يضعون نير المسيح أمام الخاطئ المُتعَب والثقيل الحِمل، لكي يحمله، حتى يتذوق طعم الراحة، بينما تلك الراحة يُعطيها المسيح لجميع الذين يأتون إليه كما هم. إن الفصل الذي أمامنا يضع المسيح أولاً ثم نيره بعدئذٍ. فهو لا يُخفي المسيح وراء نيره، بل يتقدَّم به ببهاء نعمته الجذابة أمام القلب كالشخص الذي يستطيع أن يسد كل عوز، ويُزيح كل ثقل، ويُبدِّد كل خوف، ويملأ كل فراغ، ويُشبع كل شهوة. بالجملة يستطيع أن يُريح حسب قوله الصادق. فلا يتكلَّم هذا الفصل عن شروط، ولا يُقيم حواجز، بل يقول تلك الكلمة البسيطة المؤثرة المُخضعة الداعية الرابحة «تعالَ». فلا يقول ”اذهب“ ”اعمل“ ”اعطِ“ ”أحضِر“ ”اشعر“ ”ادرك“. كلا، بل «تعالَ». وكيف آتي؟ كما أنتَ. وإلى مَن آتي؟ إلى المسيح. ومتى آتي؟ الآن.

لنلاحظ إذًا أننا مدعوون للإتيان كما نحن. فليس لنا أن ننتظر حتى نُغيِّر ذرة واحدة من حالتنا أو أخلاقنا، لأن عملنا هذا معناه الإتيان إلى تحسين ذواتنا، بينما المسيح يقول بوضوح وتأكيد: «تعالوا إليَّ». إن نفوسًا كثيرة تُخطئ في هذه النقطة فيفتكرون أنه يجب عليهم أن يُصلحوا طرقهم، ويُغيِّروا سيرتهم، ويُحسنوا حالتهم الأدبية، قبل أن يأتوا إلى المسيح، بينما حقيقة الحال هي أنهم لا يستطيعون أن يُصلحوا أو يُغيِّروا شيئًا قبل إتيانهم إلى المسيح إتيانًا حقيقيًا. لا يوجد بالمرة ما يدعِّم الاعتقاد بأن الإنسان يمكنه أن يصير في أية ساعة أو يوم أو سنة أحسن مما هو في هذه اللحظة. ولنفرض أنه صار أحسن فعلاً، فإنه لن يكون أكثر ترحيبًا وقبولاً عند المسيح عما هو الآن، لأن الخلاص مُقدَّم اليوم «هوذا الآن وقتٌ مقبولٌ. هوذا الآن يومُ خلاص» ( 2كو 6: 2 ).

كما أنا آتي إلى فادي الورى مستعجِلا
إذ قُلتَ نحوي أقبِلا يا حَمَلَ اللهِ الوديعْ

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net