الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 28 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أجمل شتيمة
فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلاَمِيذُ مُوسَى ( يوحنا 9: 28 )
الإنسان الذي كان أعمى منذ ولادته أجاب على استجواب اليهود له عن كيفية تفتيح عينيه قائلاً: «قد قلت لكم ولم تسمعوا. لماذا تُريدون أن تسمعوا أيضًا؟ أ لعلكم أنتم تُريدون أن تصيروا له تلاميذ؟» ( يو 9: 27 ).

«فشتموه وقالوا: أنت تلميذ ذاك، وأما نحن فإننا تلاميذ موسى» ( يو 9: 28 )، ولم يعلَموا أنهم قد أكرموه حين وصفوه بأنه تلميذ للمسيح. فمن زاوية، كشفت نيَّتهم لإهانته أنه لم تكن لديهم أي نصيحة أو كلام حكمة يقدمونه لذلك الرجل اليهودي الذي عاش عمره السابق كله في الظلام، لم يقرأ الشريعة في حياته، ولم يحظَ بتعليم مثلهم. لكنهم تصرَّفوا كما يتصرف كثير من المتطرفين الذين إن فرغت جُعبتهم من الحُجج المقنعة والبراهين السديدة التي تدعِّم آراءهم، تجدهم يلجأون إلى توجيه الشتائم. وهم بذلك يتهرَّبون من مواجهة الحقيقة بنعت الطرف الآخر بأردأ الصفات، كما يقول المَثَل: ”قليل الحُجة طويل اللسان“. لكنها أجمل شتيمة، تذكِّرني بما قالوه عن سيدي عندما كانت نيَّتهم أن يلصقوا تهمة به فقالوا: إنه «مُحب للعشَّارين والخطاة» ( لو 7: 34 ). وعندما قالوا: «أنت تلميذ ذاك»، اعتبروها أفظع وأقبح ما يمكن أن يلصق بيهودي بالمقارنة بتلاميذ موسى!

إن كان هذا المؤمن الجديد قد حَمَل عار المسيح مُبكرًا، حتى قبل أن يعرف المسيح تمام المعرفة، لكن المسيح لم يتركه. «فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجًا، فوجده وقال له: أ تؤمن بابن الله؟ أجاب ذاك وقال: مَن هو يا سيد لأُومن به؟ فقال له يسوع: قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو! فقال: أُومن يا سيد! وسجدَ له» ( يو 9: 35 -38). فإن كان رعاة إسرائيل أخرجوه خارجًا، إلا أن الراعي الصالح كان ينتظره ليقوده إلى إعلان أمجد.

فيا عزيزي: إن كنت تُهَان من أجل اسم المسيح، فطوبى لك. إن حَمْل عار المسيح وسام شرف لكل من حُسِبَ مستأهلاً أن يُهان أو يتألم من أجل ذاك الذي لم يُشْتَم فقط من أجلنا، بل مات عنا حاملاً عار خطايانا المُشين.

قابلاً حَمْلَ صليبي أَتبَعُ الفادي الأمينْ
وكَذَا إنكارَ نَفْسي وارْتِدا العارِ المُهينْ
فَهْوَ لي أَسنَى نَصيبٍ وَهْوَ سَيِّدِي الحبيبْ
إنْ جَفاني الناسُ طُرًا فَهْوَ لي أسنَى نصيبْ

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net