الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 30 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كل شيء تحت قدميه
وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ ( أفسس 1: 22 )
«أخضع كل شيءٍ تحت قدميهِ» ... إن هذه العبارة تحتل أكثر من مساحة في الكتاب، وأول ما تُلاقينا في مزمور 8: 6 «جعلت كل شيءٍ تحت قدميهِ». هذا هو المرسوم الإلهي الذي أصدره الله لابن الإنسان. ولئن كنا الآن لسنا نرى الكل بعد مُخضعًا له، لكننا – بالإيمان - «نراه الآن مُكلَّلاً بالمجد والكرامة» ( عب 2: 9 )، وقد نال ذلك جميعه كالمُقام من بين الأموات «دُفِعَ إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض» ( مت 28: 18 )، على أنه سوف يأخذ هذا السلطان فعلاً بتدخُل الله في المشهد «لأنه أخضع كل شيءٍ تحت قدميهِ ... ومتى أُخضِعَ له الكل» ( 1كو 15: 27 ، 28).

«وإياهُ جعلَ رأسًا فوق كل شيءٍ للكنيسة، التي هي جسده، مِلء الذي يملأ الكل في الكل» ... وهنا اسجدي يا نفسي للرب لأنه ”سَيِّدك“. إن العبارة الواردة في العدد السابق مباشرةً «فوق كل رياسة» (ع21)، أقوى في النص الأصلي من عبارة العدد الذي أمامنا «رأسًا فوق كل شيء»، ذلك أن مجده الشخصي الذي لا يُدانيه فيه أحد، ينفرد فيه – له المجد – ولذلك فهو ”أعلى كثيرًا فوق ...“، أما والكنيسة مُشاركة معه، فالأمر يختلف؛ هو رأس فوق كل شيء للكنيسة. والواقع يا نفسي إن الكلام يَقصُر عن هذه الفوارق الحساسة، والتي أمامها لا ينبغي أن يدخل العقل، بل القلب تفكُّرًا وسجودًا.

وهنا ارتباطنا بالمسيح في المجد، وهو ارتباط أبدي في مجد أبدي، وذلك لأننا «جسده» ... لأننا «مِلْؤه»! وكم مِن علامات التعجب يمكن أن يرسمها القلم أمام هذا اللفظ العجيب «مِلْؤه»! وفي روح موسى ويشوع، ونعالنا مخلوعة، نقرأ أن الله كان ينبغي أن يصنع للمسيح الرأس، مِلئًا، ولا ينبغي أن يستدرجك العقل إلى أكثر من ذلك.

فتحوَّلي إليه هو، إلى ”سَيِّدك“، واسجدي له «الذي يملأ الكل في الكل»: يملأ الكل بمجده الإلهي والفداء، يملأ الكل في «تدبير مِلء الأزمنة»، كما في الأبدية، يملأ الكل برائحته العطرة، يملأ السماوات والأرض هتافًا وتسبيحًا منَّا نحن ثمرة فدائه. وكما أنه صعد لكي «يملأ الكل» بعطر القيامة، هكذا هو الذي يُشبعنا، فنمتلئ ويفيض الامتلاء حبًا وسجودًا لفادينا الحبيب.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net