الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 ديسمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شاول الإنسان حسب الجسد
وَكَانَ ... شَاوُلُ، شَابٌّ وَحَسَنٌ, وَلَمْ يَكُنْ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَحْسَنَ مِنْهُ ( 1صموئيل 9: 2 )
شاول، على الأقل، يبدو أفضل من شعبه. فإذا حكَمنا بحسب المظهر فهو «شابٌ وحسنٌ ... مِن كتفهِ فما فوق كان أطول من كل الشعب» ( 1صم 9: 2 ). شخص يستطيعون أن يلتَّفوا من حوله ويفتخروا به. فإذا اعتبرنا القوة الجسدية في الحسبان، فهو شخص خليق بمركزه. ألا نعرف كلنا جانبًا من أُبَّهة وفخامة الجسد عندما يستعرض نفسه؟ انظر إلى بنياميني آخر يفتخر على أترابه من بني جنسه قائلاً: «مع أن لي أن أتكل على الجسد أيضًا. إن ظنَّ واحدٌ آخر أن يتكل على الجسد فأنا بالأولى» ( في 3: 4 ). أمامنا هنا شاول آخر، ملك من نوع آخر، ولكن كيف كانت هذه الامتيازات في عيني الله القدوس المحب؟ في لمعان عظمته الجسدية تقابل مع الشخص الذي هو الآن في المجد بعدما اجتاز الصليب، ومن التراب الذي طُرح فيه إذ رأى مجد الرب يسوع، ها هو يقرر «ما كان لي ربحًا، فهذا قد حَسبتهُ من أجل المسيح خسارةً» ( في 3: 7 ). ألا نتذكَّر ذلك عندما تجرُّنا التجربة للافتخار في جسدنا، أو عندما نقيس أنفسنا بأنفسنا، أو عندما نقارن أنفسنا بأنفسنا؟ إن الإنسان الوحيد الذي افتخر به بولس كان «إنسان في المسيح» ( 2كو 12: 1 ، 2)، اسمعه يقول: «لا أنا بل المسيح» ( غل 2: 20 ).

لقد أظهر الشعب جهلاً بالجسد، فها هم يقارنون مَلكهم بأنفسهم فوُجِدَ أفضل منهم جميعًا: «من كتفهِ فما فوق كان أطول من كل الشعب». فلم يَسَعهم إلا أن يمجِّدوه هاتفين: «ليحيَ الملك!» ( 1صم 10: 24 ). غير أن الإيمان لا يعتبر هذا التمجيد إلا بمثابة نواح وعويل. فقلب المؤمن على الملك الحقيقي، ملك لا يُقارن ببني البشر، ويقينًا ليس من كتفه فما فوق أطول من كل الشعب. ملك أخذ مكانًا كخادم للوضعاء؛ اتضع حتى الموت موت الصليب. وها هو قد تبوأ مكانه في المجد «فوقَ كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسمٍ يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضًا» ( أف 1: 21 ). ومَنْ يجرؤ أن يُقارن نفسه بملك هذه سجاياه، وهذا امتيازه؟ كلا! واحد هو حبيبي «مُعلَمٌ بين رَبوةٍ ... حلقُهُ حلاوةٌ وكلُهُ مُشتهيات» ( نش 5: 10 -16).

يسوعُ وحدَه حوى جميعَ أوصافِ الكمالْ
وهو الوحيدُ في البَها والعزِ أيضًا والجلالْ
فما لهُ بين الورى أو في السماوات نظيرْ

صموئيل ريداوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net