الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 24 ديسمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وسائل الله لخلاصنا
اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ ..الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا.. لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ ( أفسس 2: 4 ، 7)
في أفسس 2: 4-7 نقرأ عن وسائل الله الثلاث لخلاص الإنسان وبركته، وهي: الرحمة الغنية، والمحبة الإلهية الكثيرة، والنعمة الغنية الفائقة.

1- الرحمة الغنية: لقد كنا أمواتًا روحيًا، ضعفاء وعاجزين عن خلاص أنفسنا، ولكن «الله الذي هو غنيٌ في الرحمة» تداخل في أمر خلاصنا وإحيائنا. إننا نرى في أفسس 1 «غِنَى نعمتهِ» (ع7)، و«غِنَى مجدهِ» (ع18)، وهوذا هنا نرى «غِنَى رحمتهِ». ولم يكن إلهنا رحيمًا فحسب، ولكن غنيًا في الرحمة، وهذا ما كنا نحتاج إليه، فقد كنا أمواتا متجنِّبين عن حياة الله، ولكنه أظهر غنى رحمته في إنقاذنا من بؤسنا وتعاستنا، وفي منحنا حياة أبدية.

2- المحبة الكثيرة: كما أن الله غني في رحمته، كذلك هو عظيم في محبته «من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها»، فالرحمة الغنية التي أدركتنا أتت إلينا من قلب الله المليء والفائض بالمحبة من نحونا نحن الخطاة. وكما أن رحمته غنيَّة هكذا محبته لنا كثيرة «الله بيَّن محبتهُ لنا، لأنه ونحنُ بعد خطاة ماتَ المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ). نعم لقد أحبنا بهذه المحبة العظيمة «ونحن أمواتٌ بالخطايا»، «بهذا أُظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسلَ ابنَهُ الوحيد إلى العالم لكي نحيا بهِ. في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنهُ هو أحبنا، وأرسلَ ابنَهُ كفارةً لخطايانا» ( 1يو 9: 4 ، 10).

3- النعمة الغنية: حقًا ما أعجب هذا! فإن الله الغني في رحمته والعظيم في محبته هو غني أيضًا في نعمته. تبارك اسمه المعبود، فإنه لم يكن فينا شيء طيب أو صالح يستميل قلبه إلينا، بل هي النعمة الفائقة التي أدركتنا. «بالنعمة أنتم مُخلَّصون». فلم يكن الله غنيًا في الرحمة فقط، الرحمة التي بها نظر إلينا في بؤسنا وتعاستنا فأنقذنا منها، ولكنه أجزَل لنا نعمته أيضًا. إن الرحمة هي إنقاذ البائس من بؤسه، والتعيس من تعاسته، والفقير من فقره، أما النعمة فإنها تعمل أكثر من ذلك؛ إنها تُغدِق الخير والإحسان والبركة إلى مَنْ ليسوا أهلاً لشيء منها. إنها لا تَهَب مجرد غفران للخطايا، بل أكثر من ذلك، تَهَب برًا إلهيًا مجانيًا وحياة أبدية. لقد طلب الابن الضال رحمة من الموت جوعًا، ولكن الآب غمره بنعمة غنية فائقة لم تكن تخطر له ببال.

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net