الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 فبراير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مرِيضَةٌ حُبًّا
أَسْنِدُونِي بِأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ. أَنْعِشُونِي بِالتُّفَّاحِ، فَإِنِّي مَرِيضَةٌ حُبًّا. شِمَالُهُ تَحْتَ رَأْسِي وَيَمِينُهُ تُعَانِقُنِي ( نشيد 2: 5 ، 6)
«مريضة حبًا»... نطقت العروس بهذه العبارة مرتين في سفر نشيد الأنشاد ( نش 2: 5 ؛ 5: 8):

المرة الأولى: «أسندوني بأقراص الزبيب. أنعشوني بالتفاح، فإني مريضةٌ حبًا. شمَالُهُ تحت رأسي ويمينُهُ تُعانقني» ( نش 2: 5 ): وعندما نربط هذه العبارة بما قبلها نجد العروس في بيت الخمر تتمتع بأفراح حبيبها، إذ تقول: «أدخلني إلى بيت الخمر، وعَلَمُهُ فوقي محبة» (ع4)، وعندما نربطها بما بعدها نجدها تقول: «شمَالُهُ تحت رأسي ويمينُهُ تُعانقني» (ع6). إنها تضع رأسها علي الجهة الشمال من صدر حبيبها؛ ناحية قلبه، فتسمع نبضات قلبه المليء بالمحبة والحنان، كما كان يفعل يوحنا الرسول الذي كان يتكئ في حضن الرب ( يو 13: 23 ). ومن الخارج يمينه تعانقها، واليد اليُمني تُشير إلى القوة؛ فذراع القوة تُحيط بها للحماية، فلا يستطيع أي عدو أن يقترب إليها. من الخارج أمان، وفي الداخل حنان. لقد سكرت بالخمر التي ليست فيها الخلاعة، وامتلأت بالروح ( أف 5: 18 ) فطافت تقول: «إني مريضةٌ حبًا».

المرة الثانية: أُحلِّفَكن يا بنات أُورشليم إن وجدتن حبيبي أن تُخبرنه بأني مريضة حبًا» ( نش 5: 8 ): لقد جاء إليها حبيبها ووقف قارعًا لكي تفتح له، ولكنها لم تفتح، وطال الحال إلى نهاية الليل، لأنه يقول: «افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا حمامتي، يا كاملتي! لأن رأسي امتلأ من الطَّلِّ، وقُصَصي من نَدَى الليل» (ع2). ونزول الندى يكون في الجزء الأخير من الليل. ولكنها ظلت كما هي نائمة إلى أن مدّ يده من الكوة؛ أراها جراح الصليب فتحركت أحشاؤها، وقامت لتفتح لحبيبها. لكنه بحكمة فائقة تحوَّل وعَبَرَ، فَخَرَجت نفسها منها، وانتبَهت من غفلتها، وذهبت تسأل عن حبيبها، فوجدها الحرس الطائف في المدينة. فضربوها، وجرحوها، ورفعوا إزارها عنها (ع7). ولكننا نسمعها وهي في هذا المنظر تقول: «إني مريضة حُبًا». لقد اختبرت هذا القول الرائع: «لأن الذي يُحبه الرب يؤدِّبه، ويجلد كل ابن يَقبلُهُ» ( عب 12: 6 ). لا بل سُرَّت في الضيقات كما كان يفعل الرسول بولس ( 2كو 12: 10 ). وبعد ذلك نسمع منها أحلى الكلمات التي تصف بها حبيبها من الرأس إلى الساقين وأخيرًا تقول: «حَلقهُ حلاوةٌ وكلُّهُ مُشتهيات. هذا حبيبي، وهذا خليلي، يا بنات أورشليم» ( نش 5: 10 -16).

يا ليت هذا يكون شعارنا في تمتعنا بالشركة معه، وفي حرماننا منها أيضًا «إني مريضة حبًا».

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net