الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 فبراير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لنسهر ونَصحُ
فَلاَ نَنَمْ إِذًا كَالْبَاقِينَ، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ ( 1تسالونيكي 5: 6 )
النوم هنا هو النوم الروحي. وعندما ننام روحيًا فإن الضمير يتخدَّر، والقلب يميل ويشتهي أمور هذا العالم، عندئذٍ يتخذ المؤمن مكانًا بين الأموات، ويصير كالباقين ( أف 5: 14 ). والنوم الروحي لا يُناسب المؤمنين قط، لأننا «أبناء نور وأبناءُ نهار. لسنا من ليلٍ ولا ظلمة .. كالباقين» ( 1تس 5: 5 ، 6).

والنوم الروحي له خسائره، ونتائجه مؤلمة. لقد نام ثلاثة رجال مُعتَبرين من تلاميذ الرب فوق الجبل المُقدَّس، ففاتهم مجد سَيِّدنا، وحُرموا مِن أهم وأعذب حديث، بين الرب يسوع وموسى وإيليا، «اللذان ظهرا بمجدٍ، وتكلَّما عن خروجهِ الذي كان عتيدًا أن يُكمِّلَهُ في أُورشليم» ( لو 9: 31 ). ونام التلاميذ في بستان جثسيماني – مع أن الرب طلب منهم أن يسهروا معه ساعة واحدة – لكن النوم الذي أغمض عيونهم، أضعف مشاعرهم، فلم تتجاوب قلوبهم مع مشاعر المسيح ومحبته، مع أنه كان مزمعًا أن يموت لأجلهم.

إذًا «لا نَنَمْ ... بل لنسهر» .. والسهر هنا من جهة حالة قلوبنا أمام الله، وبصفة خاصة إزاء حقيقة مجيء، أو بالأحرى «يوم الرب»، الذي مِن خلال معرفتنا برعبه وأهواله على الأشرار، نُدرك مِن الآن كراهية الله للخطية والشر. لذلك نجتهد أن نكون دومًا ساهرين، ونعمل مع الرب - لأجل الآخرين - ما دام نهار.

وجاء التحريض «اسهروا» مرتبطًا ”بالصلاة“، لئلا نقع في فخاخ إبليس ونقع في تجربة ( مت 26: 41 ). ومرتبطًا ”بالثبات في الإيمان“ ( 1كو 16: 13 )، وأيضًا ”بالرجوع إلى كلمة الله“ «اسهروا متذكِّرين» ( أع 20: 31 )، وأيضًا «طوبى للإنسان الذي يسمع لي، ساهرًا كل يوم عند مصاريعي» ( أم 8: 34 ). ولا بد مِن السهر لتدعيم إخوتنا «كُن ساهرًا وشدِّد ما بقيَ» ( رؤ 3: 2 ). ومِن المؤكد أن السهر المُدعَّم بالصلاة لا بد أن يُفضي إلى الشكر ( كو 4: 2 ).

«ونصحُ» .. حقًا يلزمنا أن نصحو في كل شيء ( 2تي 4: 5 )، وأن ”نُمنطق أحقاء ذهننا صاحين“ ( 1بط 1: 13 )، ولا ننسى أن العالم الذي نعبره ضدًا لنا، وقد زرعه العدو بالفخاخ الكثيرة والقريبة منا. وعلينا أن نُصغي لقول الرب: «احترزوا لأنفسكم لئلا تَثقُل قلوبكم في خُمار وسُكر وهموم الحياة» ( لو 21: 34 ). والصحو هنا لا يقتصر على نطاق الأكل فقط، بل يشمل السلوك بوجه عام، وكل نواحي الحياة. فلنصحوا لئلا نكون سبب عثرة للآخرين.

رمزي فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net