الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 فبراير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المُعلَّق ملعون من الله
إِذَا كَانَ عَلى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا المَوْتُ، فَقُتِل ..، فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلى الخَشَبَةِ..لأَنَّ المُعَلقَ مَلعُونٌ من الله ( تثنية 21: 22 ، 23)
يُرينا الروح القدس في هذه الآيات نبوة عن الطريقة التي كان سيموت بها المُخلِّص حاملاً لعنة خلائقه، فلقد عُلِّق بين الأرض والسماء كأنه لا يستحق أيًّا منهما! وقد علَّم الناموس أن تعليق المجرمين المذنبين على خشبة، كان علامة على كونهم تحت لعنة الله. وفي كل مرة عُلِّق مُذنب على خشبة العار، كان هذا يُعَد، بحسب كلمات الناموس، مكروهًا من الله القدير، وتعلَّم الشعب أن الله ينظر إلى الأرض بغضب وامتعاض شديدين طالما ظل جسد المذنب مُعلَّقًا بغير أن يوارى من أمام عينيه. ولكن الأمر في حقيقته كان يتضمن معنى رمزيًا يُشير بالنبوة إلى شخص سيُعلَّق على خشبة، وعليه سينسكب الغضب الإلهي ضد الخطية، وسيتعامل الله معه في تلك اللحظات الرهيبة كأنه الخطية مُجسَّمة «لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيهِ» ( 2كو 5: 21 )، وكل ما تستحقه الخطية من عقاب ودينونة سيقع عليه، ولكن في آلامه الكفارية هذه ستوضع نهاية اللعنة والدينونة على عالم فاجر أثيم.

إن لعنة الناموس هي الموت، الذي هو أجرة كسر الوصية، ولكن «المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صارَ لعنةً لأجلنا» ( غل 3: 13 ). وهكذا يُرينا الرسول بولس كيف أن هؤلاء الذين كانوا تحت اللعنة لكسرهم الناموس قد افتُدوا وتحرَّروا منه، ولكن لم يتم هذا بواسطة حفظ المسيح للناموس من أجلنا، بل بصيرورته «لعنةً لأجلنا». فالصليب بكل عاره وخزيه كان هو الحكم الصادر عليه، ذاك الذي في حياته أظهر طاعة كاملة فاستحق كمال البركة.

ويا لها من إشارة مُلذة وقيِّمة لأنها تُرينا نعمة ربنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح الذي صار لعنةً لأجلنا «لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح» ( غل 3: 14 ). لقد وعد الله أن يُبارك إبراهيم، وأن يُبارك به كل العالم. وبركة إبراهيم الحقيقية هي الخلاص بالنعمة بواسطة الإيمان. وفي البداية كان يجب دفع أجرة الموت المُقرَّرة عند الله، لذلك صار المسيح لعنة لكي يمتد خلاص الله بالنعمة إلى اليهود والأمم على السواء، وهكذا في المسيح (نسل إبراهيم) تتبارك جميع شعوب الأرض «وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله. لا يقول وفي الأنسال كأنه عن كثيرين، بل كأنه عن واحدٍ. وفي نسلك الذي هو المسيح» ( غل 3: 16 ).

يا عجبًا من حكمةٍ تنوَّعَت فيكَ بَدَتْ
وفَّيتَ حق العدلِ والنعمةُ لنا أُظهِرتْ

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net